الثلاثاء، 02 سبتمبر 2025

08:59 ص

مصر تتوج ببطولة كرة المشردين.. حكاية بدأت بشغف وانتهت بكأس

مصر على عرش العالم في كرة الشارع

مصر على عرش العالم في كرة الشارع

مصطفى عبدالفضيل   -  

A .A

في الوقت الذي تمر فيه كرة القدم المصرية بتحديات كبرى على المستوى الاحترافي، نجح فريق مكون من شباب الشوارع في خطف الأنظار عالميًا، بعد أن توج ببطولة كأس العالم لكرة الشارع في النرويج، متفوقًا على نحو 60 دولة من مختلف القارات.

القصة لم تبدأ من الملعب فقط، بل من إيمان مجموعة شباب بأن الرياضة قادرة على صناعة الأمل، من هنا تأسست شركة "نَفَس"، المؤسسة غير الهادفة للربح، التي أعادت تعريف كرة القدم كوسيلة حياة لا مجرد لعبة.

بداية القصة

من جانبه روى المدير التنفيذي لشركة "نَفَس"، إبراهيم شاش، (27 عامًا) في تصريحات خاصة لـ"تليجراف مصر" حكاية البدايات قائلًا: "القصة بدأت سنة 2013 لما سبعة أصحاب سمعوا عن بطولة كأس العالم لأطفال الشوارع في البرازيل، الفكرة عجبتهم وقرروا تكوين فريق مصري يشارك فيها، وبالفعل تكون الفريق وبعد تدريبات وتأهيلات سنة كاملة، شاركنا في البطولة عام 2014 ومن هنا الحلم اتولد".

من بطولة الأطفال إلى العالمية

وتابع شاش: "بعد أول مشاركة لينا، حسينا إن الفكرة دي مش مجرد بطولة، لأ دي حياة كاملة، عشان كدا أسسنا "نَفَس" كشركة غير هادفة للربح، ومنذ 2015 ابتدينا نشارك في كأس العالم لكرة الشارع اللي بتتعمل كل سنة وبيشارك فيها صبية فوق 16 عامًا، وكأس العالم لأطفال الشوارع بيتعمل كل 4 سنوات وبيشارك فيه صبية من عمر 14 لـ17 عامًا، والسنة دي الحمد لله رجعنا بالكأس لأول مرة باسم مصر".

صورة حصرية من البطولة الأخيرة

مشاركات الفريق

وأوضح شاش: “أول بطولة لينا كانت كأس العالم لأطفال الشوارع، في 2014 ودي كانت أولاد بس، وفي 2017 شاركنا في روسيا أولاد وبنات، وفي 2022 شاركنا في بطولة الأولاد بس وكسبناها وكانت في قطر”.

تفاصيل البطولة الأخيرة

وأكمل شاش: "المشاركة دي كانت من 23 لـ30 أغسطس، سافرنا ببعثة قوامها 20 شخصًا: 8 أولاد و8 بنات، ومعانا المدربين كابتن صبحي سعد، واتنين مساعدين هما كابتن أحمد عبدالعال، وكابتن منى رفعت، ودول أصلا كانوا لعيبة معانا وبقوا مدربين".

وتابع شاش: "البطولة دي بتدي فرصة لكل لاعب يشارك مرة واحدة، وعشان كدا بنكون فريق جديد كل سنة، والمرة دي خدنا الكأس بمشاركة الأولاد، والمركز السادس على العالم بمشاركة البنات".

صورة حصرية من البطولة الأخيرة

شغف يتجاوز كرة القدم

وأضاف شاش: "لما أخدنا البطولة مكنتش مصدق نفسي، دي أول مرة ناخد البطولة باسم مصر وده شرف كبير، إحنا بدأنا نتمرن من أول السنة، كنا بنعمل على تقوية العلاقات بين الفريق بحيث إن الأعضاء يكونوا مترابطين وحابين بعض".

أبواب مفتوحة للجميع

وقال شاش: "إحنا بابنا مفتوح لأي ولد أو بنت عايزين يعيشوا التجربة، مش لازم يكونوا رياضيين وعندهم مهارات خاصة"، وأكمل: "عندنا نماذج كتير نجحت بعد ما انضموا لينا، منهم عبدالله اللي بعد مشاركته في بطولة أطفال الشوارع أسس شركته الخاصة".

ليست مجرد رياضة

وأضاف شاش: "ناس كتير فاكرة إننا مجرد كرة، بس هي بتفتح أبواب جديدة للشباب، بتعرفهم على ثقافات ودول مختلفة، وده بيغير حياتهم كلها، البطولة نفسها خيرية وملهاش جوائز مادية، بس قيمتها في إنها بتجمع شباب من ظروف صعبة جدًا من 60 دولة، كل واحد فيهم بيرجع بلده عنده أمل جديد ودافع يغير حياته".

البحث عن دعم

وأوضح شاش: "إحنا كشركة غير هادفة للربح محتاجين دايمًا رعاة وشركاء يصدقوا اللي بنعمله، ساعات بنغطي من مواردنا الذاتية، وساعات بيكون فيه رعاة، بس عشان نوصل لأبعد ونشارك بشكل أقوى، محتاجين ناس تشوف اللي بنعمله وتدعمه".

"نَفَس" في المجتمع المحلي

وقال  شاش: "مقرنا في ملعب كفر الجبل بالهرم، فيه بنتدرب وبنعمل فعاليات، ومن أول سنة لينا عملنا دورة رمضانية شارك فيها حوالي 250 شخصًا من مناطق مختلفة، التجربة دي كانت بداية لخلق مجتمع صغير حوالينا بيتنفس رياضة وأمل".

من الدورة الرمضانية

القادم من قلب الملعب

انتصار مصر في كأس العالم لكرة الشارع لم يكن مجرد تتويج رياضي، بل كان انعكاسًا لرحلة إنسانية طويلة، تحدث عنها قائد الفريق مصطفى محمد الذي قاد الكتيبة داخل الملعب نحو الإنجاز التاريخي.

بداية تجميع فريق البطولة

مصطفى محمد الشهير بـ"شيكا" قال لـ"تليجراف مصر": “بدأت قبل 9 أشهر قمن شهر رمضان، عندما سمعت من مدربة عن اختبارات تقيمها مؤسسة نَفس في منطقة الهرم، التحقت بالاختبارات مع عشرات المشاركين يوميًا، ووقع الاختيار علي رفقة 10 آخرين”.

وتابع: “بعدها بدأت التدريب بشكل مكثف 3 مرات أسبوعيًا من 9 مساءً وحتى 2 صباحًا على مدار 9 أشهر. كان تدريبًا شاقًا على أعلى مستوى يتطلب جهدًا بدنيًا مرتفعًا، تأهيلًا للبطولة العالمية”.

واستكمل: "التدريب كان مجهدًا جدًا خاصة مع ضغوط السفر، فالغالبية من محافظات مختلفة، إضافة لظروف العمل التي انتهت بافتقار البعض للنوم حتى يستطيع المواكبة، ولكن يمكن ربنا كرمنا بسبب الجهد الكبير والضغط اللي كنا فيه".

بطولة كرة القدم العالمية لأطفال الشوارع

وأوضح مصطفى أن البطولة كانت مفتوحة لكل الفئات للمشاركة، قائلًا: "إحنا منتخبين، منتخب بنات ومنتخب ولاد، ونصفهم بالفعل تربى في دور رعاية والبقية منا عانى ظروفًا معيشية صعبة، فقدت والدتي في سن صغيرة وواجهت الحياة بمفردي، ولكن كان حلمي أطلع إنسان كويس وصالح، ومتعرضش للاضطهاد من المجتمع".

فيلم مع نتفليكس من البطولة

وأشار مصطفى إلى أن منصة "نتفليكس" اختارته كأحد الرموز ضمن البطولة، ككابتن للمنتخب المصري حتى تلقي الضوء على حياته ضمن فيلم وثائقي سيتم عرضه قريبًا، بالتعاون مع إدارة المنتخب.

أحلام حقيقية

وتحدث مصطفى عن الظروف المناخية الصعبة التي عاشها الفريق خلال البطولة، في ظل الأمطار المستمرة والأرض الزلقة التي تسببت في إصابات اللاعبين مرارًا، مضيفًا: "كان حلمنا نفوز ونحقق النصر لمصر، وهتاف الجماهير كان بيشحنا بالعزيمة والطاقة".

صورة حصرية من البطولة الأخيرة

وتابع: "كنت ببص للسماء وبشوف الطائرات وبحلم في يوم أوصل، وكنت دايما بدعي ربنا، وخلال المباريات كان بيتم تشبيهي بمحمد صلاح ومكنتش مصدق نفسي لما الجمهور كان بيطلع لي الأوضة وأمضي على التيشيرتات".

المباراة النهائية

وعن المباراة النهائية قال: “سيطر التوتر والحماسة على روح اللاعبين، ليزول تمامًا مع الهدف الأول الذي أحرزته ليتبعه 3 أهداف أخرى زينت شباك منتخب البرتغال، حاصدين بذلك الفوز الأول لمصر في كأس العالم لكرة الشوارع”.

واختتم حديثه بقوله: "حلمنا الناس تكلمنا وتعرفنا، والجمهور يدعمنا، إلى جانب الدعم المادي أكيد اللي نفسنا فيه، لأننا لم نتحصل على مكافأة مادية حتى الآن".

صورة حصرية من البطولة الأخيرة
search