
قاضيات مصر.. حضور مشرق على منصات القضاء
يشهد المشهد القضائي مستجدات متواترة لتعزيز مكانة المرأة، عبر تمكين الأكفاء من الحاصلين على إجازة القانون، بالتعيين في الجهات والهيئات القضائية بهدف توسيع دوائر العدالة والمساواة.
المستجدات التي وجّه الرئيس عبد الفتاح السيسي بتطبيقها تفتح باب الأمل أمام الجميع، مما يعيد الجهات والهيئات القضائية إلى مسار التاريخ الحضاري للقضاة والقضاء، والعودة إلى السلف الصالح، وهو مسار حافل تذخر به الموسوعة التاريخية القضائية.
تبوأت المرأة المصرية في الجمهورية الثانية مكانة كبيرة بجلوسها على منصة القضاء المصري في كافة الجهات والهيئات القضائية فأصبحت مساعد وزير العدل، وفي المحكمة الدستورية العليا والقضاء العادي والقضاء الإداري بمختلف أنواع المحاكم سواء الابتدائية أو الاستئناف، وكذلك محاكم مجلس الدولة وفي كافة الوظائف القضائية بالنيابة العامة والنيابة الإدارية وقضايا الدولة.
كما شهدت منصات القضاء المصري حضوراً مشرقاً لقاضيات مصر، وجاء الحضور متواقفا مع توجه الجمهورية الجديدة ومع رؤية الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس المجلس الأعلى للجهات والهيئات القضائية ليتواكب هذا الحضور غير المسبوق مع التحاق المرشحين من دفعة 2021 في وظيفة معاون نيابة عامة، ومندوب مساعد بمجلس الدولة، الذي يواكب عام 2025 الذي يشهد تعيين الإناث من بداية السلم القضائي في النيابة العامة ومجلس الدولة في سابقة هي الأولى في التاريخ القضائي، بعد كفاح ونضال طويل للمرأة المصرية لينالوا حقوقهم كاملة بتعيين ما يقرب من مائتي فتاة في مجلس الدولة والنيابة العامة في وظائف معاون نيابة عامة ومندوب مساعد بمجلس الدولة، ليصل عدد القاضيات الي أكثر من 3750 في كل الجهات والهيئات القضائية.
وقد أثبتت التجربة نجاح المرأة في كل المناصب التي تقلدتها داخل القضاء، وقدرتهن على تحمل أعباء العمل القضائي في مختلف صوره، وليتحقق الحلم الذي طال انتظاره في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي أعطى أهمية كبيرة وخاصة لملف تعزيز المرأة وحصولها على حقوقها كاملة، عبر العديد من الاستحقاقات غير المسبوقة.
فالمرأة قاضية في الإسلام منذ زمن فكان الرسول (صلى الله عليه وسلم) يستعين بهن في أخذ الرأي، فورد في السيرة أن بعض النساء كن يعملن قاضيات حسبة في عصر النبوة منهن “سمراء بنت نهَيك الأسديّة” وغيرها، حيث كان هناك من الصحابيات على عهد النبي يحتسبن، وأقرهن على ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، ولم تكن هناك ولاية مختصة بالحسبة، بل كانت الحسبة بشكل تطوعي، ومن ثم يصبح المعيار هو الكفاءة وفقط دون معايير تخضع للأهواء الشخصية.
وفي عهد الخليفة عمر بن الخطاب تم تعيين أول قاضية في الإسلام وهي ليلى بنت عبد الله العدوية القرشية التي لقبت بـ (الشفاء)، وقد لقبت بهذا اللقب لأنها كانت تداوى المرضى قبل الإسلام بمكة فغلب عليها هذا اللقب، واعتنقت الإسلام مع أوائل من آمن بالإسلام، وهاجرت من مكة إلى يثرب معهم، وتولت ثمل قهرمانة عام 306 هجرية في بغداد، منصبًا يعادل منصب قاضي القضاة، وكانت تنظر ثمل قهرمانة في الشكاوى التي يكتبها الناس كل يوم جمعة وهو موعد جلوسها في دار المظالم. وساعدها القاضي أبو الحسن بن الأشناني في تخطي رفض الناس، فحسن أمرها وأصلح عليها، وكان يحضر في مجلسها القضاة والفقهاء والأعيان.
بعض العلماء كالطبري عاصر ثمل قهرمانة في بغداد، وكتب بأن ثمل قامت بمهمتها خير قيام.

الأكثر قراءة
-
12:00 AMالفجْر
-
12:00 AMالشروق
-
12:00 AMالظُّهْر
-
12:00 AMالعَصر
-
12:00 AMالمَغرب
-
12:00 AMالعِشاء


مقالات ذات صلة
الحماية الدستورية للعدالة الاجتماعية
13 يناير 2025 11:48 ص
أكثر الكلمات انتشاراً