الأحد، 18 مايو 2025

09:02 ص

رحلة لم تكتمل.. "علاء الدين" طبيب أفطر قلوب الفقراء بموته في الفيوم

الدكتور علاء الدين عبدالعزيز

الدكتور علاء الدين عبدالعزيز

على طريق أسيوط الصحراوي الغربي، بجوار مصنع السكر، توقفت رحلة الدكتور علاء الدين عبدالعزيز، طبيب الباطنة، الذي أفنى حياته في خدمة مرضاه، قبل أن يصل إلى عيادته في قرية تطون بمركز إطسا في الفيوم.

كان في طريقه، كعادته كل يوم، ليخفف آلام الناس، لكنه لم يدرك أن تلك الرحلة ستكون الأخيرة.  

الطبيب الإنسان

في قريته الصغيرة، كان الجميع يعرفون "الدكتور علاء"، ليس فقط كطبيب ماهر، بل كأخ وأب وصديق للجميع، لم يكن مجرد طبيب يكتب وصفات علاجية، بل كان يُصغي للمرضى، يُخفف عنهم، ويُمد يد العون لمن لا يستطيع دفع ثمن الكشف أو الدواء.  

الدكتور علاء الدين عبد العزيز

الرحلة الأخيرة

في صباح ذلك اليوم، خرج كعادته، استقل سيارته متجهًا إلى عيادته، حيث ينتظره العشرات من المرضى الذين اعتادوا القدوم إليه من كل مكان، لكن القدر كان له رأي آخر، انفجر إطار السيارة، وفقد السيطرة عليها، لتنقلب وتنتهي رحلته إلى الأبد.

عندما وصلت الإسعاف، كان قد فارق الحياة، تاركًا خلفه قلوبًا مفطورة، وأحباء لم يصدقوا أن الطبيب الذي كان يعالج الجميع رحل دون سابق إنذار.

طبيب الإنسان قبل المرض

ويقول أحد مرضاه لـ"تليجراف مصر": "كان طبيبًا من نوع خاص، لم يكن يكتفي بعلاج الجسد، بل كان يُعالج بالكلمة الطيبة والابتسامة. لم يكن يرد محتاجًا، وكان كثيرًا ما يعفي الفقراء من أجر الكشف ويشتري لهم الدواء من ماله الخاص".  

رحل الجسد وبقي الأثر

في قريته، وقف الناس حائرون بين الصدمة والحزن، يتذكرون مواقفه، طيبته، وابتسامته التي لم تكن تفارقه، لم يكن مجرد طبيب، بل كان رمزًا للعطاء والتفاني، والآن لم يبقَ منه سوى الذكريات التي ستظل محفورة في قلوب من عرفوه.

search