بعد قضائه 10 سنوات في أسر حماس.. من هو أفيرا منجستو؟

أعلنت حركة حماس اليوم، إطلاق سراح أفيرا منجستو، أحد أقدم الأسرى الذين احتجزتهم الحركة، ضمن اتفاق تبادل أسرى شمل ستة أسرى إسرائيليين، ويأتي هذا الإفراج بعد أكثر من عقد من الأسر.

تم تسليم منجستو ضمن الأسرى الـ6 الذين قامت حماس بإطلاق سراحهم اليوم، مقابل 600 أسير فلسطيني، في سياق الدفعة السابعة من المرحلة الأولى في تبادل صفقة الأسرى.

من إثيوبيا إلى عسقلان: رحلة الهجرة والنشأة

وُلد أفيرا منجستو في إثيوبيا عام 1986، وانتقل مع عائلته إلى إسرائيل عام 1991 خلال عملية الهجرة المعروفة باسم "شلومو"، وكان حينها في الخامسة من عمره، حسبما ذكرت صحيفة معاريف العبرية.

استقرّت العائلة في مدينة عسقلان في شقة صغيرة تتكون من غرفة واحدة، ضمن أسرة كبيرة تضم تسعة أخوة وأخوات.

أزمة شخصية وبداية العزلة

تعرض منجستو لصدمات نفسية عميقة بعد وفاة شقيقه الأكبر ميخائيل، الذي كان مقربًا منه بشدة.. هذه الخسارة دفعته للانعزال عن المجتمع، وبدأ في القيام بمسيرات طويلة عبر أنحاء إسرائيل، وكأنه يبحث عن مهرب من ألم الفقدان.

العبور إلى غزة: لحظة الأسر

في 7 سبتمبر 2014، غادر منجستو منزله في عسقلان متجهًا إلى شاطئ زيكيم، وقطع مسافة تقارب 10 كيلومترات سيرًا على الأقدام حتى وصل إلى السياج الأمني الفاصل بين إسرائيل وقطاع غزة.

ورغم محاولات الجنود الإسرائيليين إيقافه، واصل منجستو السير وتسلل إلى داخل القطاع، حيث اختلط بدايةً بصيادي الأسماك. 

في البداية، اعتقد الجنود الإسرائيليون أنه متسلل من أفريقيا، ولم تُكشف هويته الحقيقية إلا بعد العثور على بطاقة هويته الإسرائيلية.

رسالة استغاثة من الأسر

في يناير 2023، نشرت حركة حماس مقطع فيديو يظهر فيه منجستو وهو يوجه نداءً، قال فيه:
"أنا الأسير أفيرا منجستو، إلى متى سأبقى هنا؟ بعد سنواتي المؤلمة، أين دولة إسرائيل؟ من سينقذنا من مصيرنا؟"

كان هذا الفيديو أول دليل على بقائه على قيد الحياة بعد سنوات من الغموض.

لحظة الحرية بعد عقد من الأسر

بعد أكثر من عشرة أعوام وخمسة أشهر من الاحتجاز، خرج أفيرا منجستو أخيرًا إلى الحرية، وسط مشاعر غامرة من الفرح والارتياح لعائلته.

في بيان صادر عن عائلته، قالوا:"تحملنا سنوات من المعاناة والألم، ووجهنا مناشدات ودعوات، كانت أحيانًا صامتة، ولم تجد صدى إلا اليوم".

اتفاق تبادل الأسرى: نهاية فصل مؤلم

إطلاق سراح أفيرا منجستو جاء ضمن اتفاق تبادل أسرى بين إسرائيل وحركة حماس، شمل ستة رهائن إسرائيليين، ليضع نهاية لواحدة من أطول قصص الأسر في الصراع بين الجانبين.