إحدى الناجيات من سفاح الإسكندرية: هددني بالخطف بغرض الزواج مني

لا تزال أصداء القضية المعروفة إعلاميا بسفاح الإسكندرية مستمرة، فالمحامي المتهم بقتل 3 أشخاص، ودفنهم في شقتين بالطابق الأرضي، لم يترك وراءه ضحايا وأسرًا مكلومة فحسب، بل خلف عددًا من الناجيات، كدن أن يتحولن لضحايا محتملات، في مناطق مترامية في الإسكندرية.

“حياة.أ” (اسم مستعار) - فضلت عدم ذكر اسمها - وهي سيدة متطوعة في إحدى جمعيات العمل المدني، كانت ضحية محتملة للسفاح، لكن الشك في سلوكه، والريبة من كل تحركاته كانت كفيلة بابتعادها عنه قبل وقوع الكارثة.

تقول حياة في تسجيل صوتي خصّت "تليجراف مصر" بنشره، إنها تلقت مكالمات هاتفية من أكثر من شهرين من المحامي "نصر الدين" قبل اكتشاف الوقائع التي اعترف بارتكابها، وكان يطلب دعمها ومساعدتها في العمل بالجمعية الخيرية التي تترأسها، وقام بإرسال عدد من النساء أكدن لها أنهن يتواصلن معها بناءً على طلبه، لرغبتهن في الحصول على مساعدات عينية. 

وتضيف حياة،  تواصلت مع المتهم عبر تطبيق واتساب مستفسرةً عن السيدات اللواتي تلقيت منهن المكالمات الهاتفية، وأفاد بأنهن سيدات فقيرات يحتجن للمساعدة، ولما سألته هو كل الفقراء الذين تتعامل معهم سيدات، قال لي نعم، وحكى لي أنه تزوج أربع مرات، وكانت معظم زيجاته عرفية، وحديثه  كان مليئًا بالكذب.

وتتابع قائلة، “هددني بالخطف أكثر من مرة بغرض الزواج مني، قبل أن تكتشف الجرائم بأسبوع، وكان آخر لقاء بيننا أثناء احتفالية بالمولد النبوي داخل الجمعية، حيث كان رفقة سيدة أكد لي أنها زوجته”. 

وتضيف حياة، أنها كانت تتابع الأخبار على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” حيث علمت بأنه تم القبض على المحامي نصر الدين، ولكنها لم تشعر بالمفاجأة بذلك، نظرا لأنه كان شخصا مثيرا للريبة وقد طلب منها عدة مرات في بداية تعارفهما الانضمام إلى الجمعية وفتح قسم لحقوق الإنسان داخلها وهو ما قوبل برفضها.

وتوضح أنه كان شخصا متوازنا في تصرفاته، وأن تفكيره يتميز بالعمق والذكاء مضيفة أنه شخص بارع في التخطيط، وليس لديه أي مشكلات نفسية على الإطلاق فهو يضع هدفًا أمامه ويسعى جاهدًا لتحقيقه بكل جدية وتركيز قبل أن يقع في قبضة رجال الشرطة.

يذكر أن الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الإسكندرية، تلقت بلاغًا من قسم شرطة منتزة ثان يوم 8 فبراير من الشهر الجاري من أحد السكان بمنطقة معمورة البلد بسماع مشاجرة بين المتهم و7 آخرين من بينهم سيدتان.

وانتقلت قوات الأمن إلى مكان البلاغ حيث اكتشفت قيام المتهم باستئجار شقة بالطابق الأرضي بمنطقة المعمورة البلد، لتكون مقرًا له للقاء موكليه، إلا أنه اتخذها مكانًا لعقد صفقاته مع الشيطان بإيقاع النساء.

وبحسب التحريات تبين أنه تعرف على المجنى عليها الأولى وتزوجها عرفيًا، وبعد أن نشبت بينهما خلافات قرر التخلص منها، ووضع جثمانها داخل أكياس، ولفها بمادة لاصقة بطريقة محكمة حتى لا تفوح رائحتها.

وعقب ارتكاب المتهم الواقعة الثانية وقتل المجني عليها الثانية وكانت إحدى موكلاته بسبب خلاف على مبالغ مالية قرر التخلص منها ودفنها مع المجني عليها الأولى.

كما عثرت الأجهزة الأمنية في الإسكندرية على جثمان رجل داخل شقة بشارع 45 منطقة العصافرة شرق المحافظة، يشتبه أن يكون ثالث ضحايا المتهم.

من جانبه قرر قاضى التجديد بمحكمة جنح المنتزه الجزئية في الإسكندرية، تجديد حبس المحامي لمدة 15 يومًا على ذمة التحقيقات في واقعة العثور على ثلاث جثث مدفونة بأرضية شقتين استأجرهما في منطقة المعمورة البلد، بينما لا تزال التحقيقات جارية لكشف غموض تلك القضية.