بعد 136 عامًا.. كشف هوية "سفاح النساء" في بريطانيا

في كشف علمي مثير، نجح الباحث البريطاني راسل إدواردز في تحديد هوية القاتل المتسلسل الأشهر في العالم “جاك السفاح”، وذلك بعد 136 عامًا من جرائمه التي هزت لندن في أواخر القرن التاسع عشر. 

واستند إدواردز في تحقيقه إلى تحليل الحمض النووي الموجود على قطعة قماش من شال إحدى ضحاياه، ليؤكد أن القاتل هو آرون كوزمينسكي، وهو مهاجر يهودي من بولندا كان أحد المشتبه بهم الرئيسيين آنذاك.  

تكنولوجيا الحمض النووي تحل اللغز

عبر تقنية CGI، تمكن إدواردز من إعادة تشكيل وجه جاك السفاح، معتمدًا على أدلة علمية قاطعة، ويزعم الباحث أنه لم يحدد فقط هوية السفاح بشكل نهائي، بل كشف أيضًا سبب تشويه الضحايا المروع وكيف تمكن القاتل من الإفلات من العدالة.  

من هو جاك السفاح؟

جاك السفاح كان قاتلًا متسلسلًا مرعبًا ارتكب جرائمه في منطقة وايت تشابل بشرق لندن، حيث قام بقتل ما لا يقل عن خمس نساء بوحشية بين أغسطس ونوفمبر عام 1888، وأشارت التحقيقات آنذاك إلى أن ثلاثة من الضحايا تم إزالة أعضائهن الداخلية، مما أدى إلى تكهنات بأن القاتل كان يمتلك مهارات جراحية أو تشريحية متقدمة.  

سر الشال الذي كشف الحقيقة

بدأت القصة عام 2007، عندما عثر إدواردز على شال يعود لإحدى الضحايا في مزاد علني في سوفولك، فقام بشرائه رغم شكوكه حول مدى مصداقيته، ولكن عند فحصه معمليًا، وجد عليه آثار دم وسائل منوية محفوظة بشكل مذهل، وهو ما مكن العلماء من استخراج الحمض النووي ومقارنته مع أحفاد المشتبه بهم، ليتأكدوا أن القاتل هو آرون كوزمينسكي.  

من طفل يتيم إلى مجرم دموي

وُلد كوزمينسكي في 11 سبتمبر 1865 في بلدة كلوداوا، بالقرب من وارسو، وكان أصغر أشقائه السبعة، فقد والده في عمر الثامنة، وهاجر مع عائلته إلى بريطانيا بحثًا عن حياة أفضل، لكنه تحول إلى واحد من أخطر القتلة المتسلسلين في التاريخ.  

ورغم الاشتباه به في ذلك الوقت، لم تتمكن الشرطة البريطانية من إدانته لعدم وجود أدلة كافية، لكن تحليل الحمض النووي الحديث حسم الجدل بعد أكثر من قرن من الزمان، ليضع نهاية لأحد أكثر الألغاز غموضًا في تاريخ الجريمة.