الأحد، 08 يونيو 2025

12:14 ص

دراسة: الأوروبيون الأوائل كانت بشرتهم داكنة

بشرة داكنة _ صورة تعبيرية

بشرة داكنة _ صورة تعبيرية

أسامة حماد

A .A

كشفت دراسة حديثة، أن معظم الأوروبيين الذين عاشوا قبل 5 آلاف عام كانوا يتمتعون ببشرة داكنة ولم يحدث هذا التغير في لون البشرة سوى في العقود الأخيرة.

التغيير من البشرة الداكنة للبيضاء

وأوضحت الدراسة أنه كان يعتقد سابقا أن سكان بريطانيا القدامى، مثل إنسان شيدر الذي عاش قبل 10 آلاف عام، كانت بشرتهم داكنة ويتمتعون بعيون زرقاء، قبل أن تصبح البشرة الفاتحة سمة سائدة في وقت لاحق، بينما أشار باحثون في جامعة فيرارا بإيطاليا إلى أن هذا التغيير لم يحدث سوى بعد قرون عديدة مما كان يعتقد سابقا.

وأجرى العلماء تحليل بيانات من 348 جينوما، وهي المجموعة الكاملة من تعليمات الحمض النووي، من بقايا بشرية لأفراد عاشوا بين 45000 و1700 عام ماضية. 

العصر الحجري

واستنتجوا أن الغالبية العظمى (92%) من البشر الذين عاشوا في أوروبا خلال العصر الحجري القديم، بين 13000 و35000 عام مضت، كانوا يتمتعون ببشرة داكنة، بينما كان 8% منهم يتمتعون ببشرة "متوسطة" اللون، كما أِشارت الدراسة إلى أنه لم يكن هناك أي شخص يتمتع ببشرة فاتحة.

وأظهر الحمض النووي من العصر الحديدي، بين 1700 و3000 عام مضت، أن 55% من الناس كانوا يتمتعون ببشرة داكنة، و27% ببشرة متوسطة، بينما كان 18% فقط يتمتعون ببشرة فاتحة.

إنتاج الميلانين

وهناك حوالي 26 جينا مرتبطا بإنتاج الميلانين الذي ينتج البشرة الداكنة، ونوعان محددان من الميلانين، هما "اليوميلانين" و"الفايوميلانين"، اللذان يحددان لون البشرة والشعر والعينين.

ونظرا لأن الجلد والشعر لا يتم الحفاظ عليهما في الحفريات، استخدم الخبراء الشفرة الجينية من البقايا البشرية وقارنوها ببيانات من الأوروبيين المعاصرين، للتنبؤ بلون البشرة والشعر والعينين لدى البشر القدامى.

الهجرة من أفريقيا لأوربا

وهاجر البشر المعاصرين من إفريقيا إلى أوروبا وآسيا منذ نحو 60000 إلى 70000 عام، ومع هجرة البشر إلى مناطق ذات إشعاع أقل من الأشعة فوق البنفسجية (UV)، أصبحت البشرة الفاتحة أكثر شيوعا، مما نتج عنه، تطور هؤلاء البشر لتصبح بشرتهم أفتح لتمكين المزيد من الأشعة فوق البنفسجية من اختراق بشرتهم، ما يساعد أجسامهم على إنتاج فيتامين د الذي يساعد على الحفاظ على صحة العظام والعضلات.

كما افترض العلماء لعقود أن البشر طوروا بشرتهم الفاتحة بسرعة بعد الهجرة من إفريقيا، لكن هذه الأبحاث تشير إلى أن هذا التغيير كان أبطأ بكثير، وأن البريطانيين الذين بنوا ستونهنج كانوا على الأرجح يتمتعون ببشرة داكنة.

وتفيد الدراسة بأنه من المحتمل أن يكون لون العينين والشعر والبشرة تغير بشكل كبير مع مرور الوقت في أوراسيا، وكان من المعقول أن نتخيل أن أول المستوطنين من الصيادين وجامعي الثمار، الذين جاءوا من مناخات أكثر دفئا، كانوا يتمتعون بصبغة داكنة في الغالب، لكن ما كان أقل توقعا هو استمرار هذه الصفات لفترة طويلة.

search