سباق الملاذات الآمنة.. لماذا يظل الذهب متفوقًا على العملات المشفرة؟

في ظل التوترات الاقتصادية العالمية، تتجه أنظار المستثمرين نحو الملاذات الآمنة للحفاظ على رؤوس أموالهم. 

ورغم بروز العملات المشفرة خلال السنوات الأخيرة كخيار استثماري جديد، لا يزال الذهب يثبت أنه الأكثر موثوقية خلال الأزمات، وفقًا لما ذكره موقع "ماركت ووتش".

التقلبات تحد من موثوقية العملات المشفرة

أوضح خبير أسواق المال أحمد معطي أن العملات المشفرة، وعلى رأسها البيتكوين، شهدت صعودًا كبيرًا، لكنها تظل عرضة لتقلبات حادة في قيمتها، مما يجعلها غير مصنفة ضمن الملاذات الآمنة الحقيقية.

وأشار معطي في تصريح لـ"تليجراف مصر" إلى أن غياب الأطر التنظيمية الواضحة لهذه العملات، وعدم تدخل الحكومات في تنظيمها، يجعلانها أكثر خطورة مقارنة بالذهب. 

وأضاف أن الذهب يتمتع بقبول عالمي وقيمة مستقرة، إضافة إلى اعتماده كاحتياطي رئيسي لدى البنوك المركزية، مما يجعله أكثر أمانًا للمستثمرين خلال الأزمات.

ارتفاع أسعار الذهب في 2024

سجل الذهب ارتفاعًا يتجاوز 25% خلال عام 2024، مدفوعًا بإقبال المستثمرين على الأصول الآمنة في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية وارتفاع معدلات التضخم. كما ساهم الطلب المتزايد في القفزات السعرية السريعة، مما عزز مكانة الذهب كملاذ استثماري موثوق.

توقعات بارتفاع أسعار الذهب في 2025

عدل "جولدمان ساكس" توقعاته لسعر الذهب بحلول نهاية عام 2025، لترفعه من 2890 دولارًا إلى 3100 دولار للأوقية، مستندةً إلى استمرار الطلب القوي من البنوك المركزية، الذي يعد المحرك الرئيسي لارتفاع الأسعار.

وفي هذا السياق، أكد خبير المشغولات الذهبية أمير رزق أن هناك توجهًا متزايدًا من البنوك المركزية العالمية لتعزيز احتياطاتها من الذهب خلال 2025، مشيرًا إلى أن البنك المركزي الصيني رفع حيازته من المعدن الأصفر بنحو 44 طنًا خلال العام الماضي.

وأضاف رزق في حديثه لـ"تليجراف مصر" أن الذهب يتمتع بسيولة عالية وسهولة في التداول عالميًا، على عكس العملات الرقمية التي تواجه قيودًا في بعض الدول بسبب المخاطر المرتبطة بها.

الذهب قد يصل إلى 3300 دولار بحلول منتصف 2025

من جانبه، توقع بافان جاين، رئيس قسم التمويل المؤقت بجامعة "فيرجينيا"، أن يواصل الذهب مساره الصاعد، متوقعًا أن يتراوح سعره بين 3200 و3300 دولار للأوقية بحلول منتصف العام.

وعزا جاين هذه التوقعات إلى استمرار مشتريات البنوك المركزية، إلى جانب الطلب المتزايد من المستثمرين في الصناديق المتداولة وحائزي المعدن الفعلي، ما يعزز من احتمالات استمرار صعود الذهب كخيار استثماري رئيسي في السنوات المقبلة.