هل يكون "حظر السفر" الحل الأنسب لأزمة نقص الأطباء؟

في ظل تصاعد أزمة هجرة الأطباء وتزايد المطالبات بالحد منها، أثار مقترح برلماني جدلا كبيرا، مضمونه فرض قيود على سفر الأطباء للخارج لعدد معين من السنوات بعد استلامهم تكليف العمل، وسط مطالب بحل الأزمة من جذورها، بتسهيل حصول الأطباء على الدراسات اللازمة بعد التخرج.

ليس حلًا من الأساس

وعقبت عضو لجنة الصحة بمجلس النواب الدكتورة إيناس عبد الحليم، على مقترح منع الأطباء من السفر لمدة 5 سنوات بعد التكليف، قائلًة: إن هذا ليس حلا من الأساس لأن هناك من يسافر منهم للخارج دون عمل التكليف، أو الحصول على الامتياز.

وأضافت، “عبدالحميد”، في تصريحات لـ “تليجراف مصر”، أنها أجرت دراسة حول هجرة الأطباء تبين من خلالها أن السبب الأول للهجرة ليس الأموال كما يدعي البعض، بل الحاجة إلى التدريب والدراسة، متابعة: “طالب كليات الطب، بعد تخرجه يحتاج لعمل ماجستير ودبلومة وزمالة، وهو ما يسعى إليه بسفره للخارج”.

المجلس الصحي

وأشارت إلى أن المجلس الصحي المصري، سيسهم في حل أزمة هجرة الأطباء خلال الفترة المقبلة، من خلال منحه شهادات البورد المعترف بها عالميا، متابعًة أن زيادة أعداد الجامعات الخاصة والأهلية، سيتسبب أيضا في سد الفجوة في نقص أعداد الأطباء من خلال ضخ آلاف الخريجين لسوق العمل.

وأوضحت أن المعدل العالمي من 15 لـ 16 طبيبا لكل 1000 مريض، متابعة أن مصر كانت في مرتبة متراجعة وصلت إلى 5 أو 6 أطباء، لكن النسبة بدأت في الزيادة وتخطت الـ9 أطباء لكل ألف مريض.

مقترح منع الأطباء من السفر

وخلال مناقشة قانون المسؤولية الطبية بالجلسة العامة لمجلس النواب، طالب النائب رفعت شكيب، بمنع سفر الأطباء للعمل خارج مصر دون قضاء خمس سنوات في التكليف، وذلك للحد من أزمة هجرة الأطباء التي تعاني منها المنظومة الصحية.

وأكد النائب أنه ضد محاكمة الأطباء أو وضعهم في قفص الاتهام، مشددًا على ضرورة دعمهم بدلاً من تحميلهم المسؤولية القانونية بطرق قد تؤثر على أدائهم المهني.

وحذر شكيب، من تفاقم أزمة هجرة الأطباء بعد انتهاء دراستهم، مؤكدًا أن الدولة تنفق مبالغ كبيرة على تعليمهم، ويجب ضمان استمرارهم في خدمة المنظومة الصحية داخل مصر لفترة لا تقل عن خمس سنوات بعد التخرج قبل السماح لهم بالسفر.

رد النقابة: ليس له معنى

من جانبه علق أمين عام نقابة الأطباء محمد فريد حمدي، على المقترح بأن هذا الحديث ليس له معنى، والسفر للخارج حق دستوري لكل مواطن وليس الأطباء فقط.

تحسين أحوالهم في مصر 

وقال لـ "تليجراف مصر"، إن أزمة هجرة الأطباء مرهونة بتحسين أحوالهم في مصر، وتوفير فرص التدريب والتعلم خصوصا بعد الدراسات العليا، وحماية الأطباء وتوفير بيئة عمل آمنة بهم.

وتساءل عضو مجلس النواب: “لماذا لم يقترح منع الناس الذين يسيئون لسمعة مصر من السفر؟، لكن لا الدكاترة الذين يسافرون يرفعون اسم مصر ويحققون لبلدهم عملة صعبة البلد في حاجة إليها، رغم أننا في حاجة للطبيب نفسه، على الأقل الطبيب عندما يخرج لا يضر البلد، بل يذهب ليعمل خيرًا”.