بعد جدل “اللعب في المسجد”.. كيف علقت الأوقاف على مقطع الفيديو؟
لعب الأطفال بالبالونات في أحد المساجد
أثار مقطع فيديو مدته 20 ثانية، جرى تداوله على نطاق واسع بمواقع التواصل الاجتماعي، حالة من الجدل، يظهر في المقطع طفلان يلعبان مع شيخين يرتديان الزي الأزهري داخل أحد المساجد، فبينما اعتبر البعض أن الفيديو يحمل حالة من الفرح ويعبر عن جمال الإسلام، عارض آخرون فكرة اللعب داخل المسجد، كونه “دار عبادة لا يجوز فيها اللهو”، على حد وصفهم.
وقد أصدرت وزارة الأوقاف، بيانًا اليوم، حول تشجيع الأطفال على الارتباط بالمساجد وضوابط ذلك، باعتبار أن المساجد بيوت الله، وهي المكان الذي يملأ القلوب بالسكينة ويزود الأرواح بالهدى، لافتة إلى أنه من رحمة الإسلام أن جعل المساجد بيئة رحبة للكبار والصغار من الجنسين، حاضنة للأبناء؛ لتعزيز حبهم لها وارتباطهم بها منذ الصغر.
لعب الحبشة
وأشار البيان أن النبي ﷺ قدوة في هذا المجال، إذ كان يُلاعب أحفاده داخل المسجد، ويحملهم في أثناء الصلاة؛ ويستقبل الوفود في المسجد، ويشهد "لعب الحبشة" (ما يشبه الفولكلور أو الفنون الشعبية في العصر الحديث)، وكل ذلك وغيره يؤكد التوازن بين الحفاظ على قدسية المسجد، وتعدد أدواره، ورعاية فطرة الطفل وحاجته للطاقة والحركة.
وأضاف أنه في حديث أبي قتادة رضي الله عنه، قال: “رأيت النبي ﷺ يصلي بالناس وأمامة بنت أبي العاص على عاتقه، فإذا ركع وضعها، وإذا قام حملها”، وهذا يوضح أن وجود الأطفال في المسجد وملاطفتهم لا يتعارض مع قدسيته، بل يعزز ارتباطهم به، ويزرع فيهم حب الصلاة، والإقبال على مجالس العلم، وتوقير بيوت الله وروادها، ومعرفة قدر العلماء والمربّين، وترسيخ فكرة الترويح المباح عن النفس، وتعليمهم كيفية ترشيد استهلاك الطاقة والمياه، وغير ذلك من الأهداف النبيلة.
وأكمل البيان أنه في حديث آخر عن شداد بن الهاد رضي الله عنه، قال: “خرج علينا رسول الله ﷺ في إحدى صلاتي العشاء وهو حامل حسنًا أو حسينًا، فتقدم النبي ﷺ فوضعه، ثم كبر للصلاة، فسجد أطال السجود”، وهنا نجد أن النبي ﷺ لم يمنع الأطفال من المسجد حتى في أثناء الصلاة، بل كان يُظهر لهم الرقة والرحمة، بل كان يوجز التلاوة في الصلاة حرصًا على تلبية احتياجات الصغار كما ثبت من سنته الشريفة.
وتابعت الأوقاف في البيان، أنه ورد في حديث عبدالله بن بريدة عن أبيه: "كان رسول الله ﷺ يخطبنا إذ جاء الحسن والحسين، عليهما قميصان أحمران يعثران، فنزل رسول الله ﷺ من المنبر فحملهما ووضعهما بين يديه"؛ وهذا الموقف يؤكد أن وجود الأطفال في المسجد كان أمرًا مألوفًا -بل محببًا- في عهد سيدنا النبي ﷺ، وهو لا يتعارض مع الوقار، بل يعبر عن رحمة النبي بهم، أما عن حديث عائشة رضي الله عنها، فقد قالت: "رأيت النبي ﷺ يسترني بردائه وأنا أنظر إلى الحبشة يلعبون في المسجد..."، وهذا الحديث يوضح سماحة الإسلام في السماح ببعض اللعب داخل المسجد طالما أنه لا يخل بقدسيته ولا يؤثر في خشوع المصلين.
عدم المساس بقدسية المسجد
ولفتت إلى أنه من المهم أن يكون اللعب والملاطفة في أوقات لا تعيق الصلاة أو تؤثر في خشوع المصلين، كما ينبغي إشراف الكبار على الأطفال من أجل مراعاة الآداب الشرعية في أي نشاط داخل المسجد، والأوقات المناسبة للهو المباح وكيفيته، مع تربيتهم على عدم المساس بقدسية المسجد أو التسبب في إزعاج المصلين، أو في إحداث أي ضرر بالمكان أو بمن هم فيه.
وأكدت أن تربية الأطفال على احترام الأكوان بما ومن فيها -بما في ذلك حب المساجد- لا تقتصر على التلقين فحسب، بل ينبغي إشعارهم بالألفة والراحة في رحابها؛ والتلطف معهم فيها بالقول وبالفعل، وبالتعليم وبالإهداء، وبالترحيب وبالتوجيه الذي يأخذ بعلوم نفس الطفولة ويراعي متطلبات التنشئة السليمة والذكاء العاطفي، ولا مانع من ملاعبة الأطفال في المساجد، بشرط أن يكون ذلك متفقًا مع الآداب الشرعية وألا يتسبب في أي مساس بالمسجد أو مكوناته أو رواده، واللهَ نسأل الله أن يجعل بيوته عامرة بذكره، وأن يرزقنا تربية أجيالنا على طاعته وحب بيوته التي أذِن سبحانه أن تُرفَع ويُذكَرَ فيها اسمه.
الأكثر قراءة
-
المسن وفتاة المترو.. بين المبالغة في رد الفعل والوصاية!
-
"ايه اللي حشرها في عربية الرجالة؟"، المسن الصعيدي صاحب واقعة فتاة المترو يدافع عن موقفه
-
موعد مباراة السعودية والإمارات في كأس العرب اليوم، والقنوات الناقلة
-
"سنقاضيها بتهمة التشهير"، نجل المسن الصعيدي يدخل على خط أزمة فتاة المترو
-
"المفتش كرومبو"، نجل المسن الصعيدي صاحب واقعة فتاة المترو مونولوجست شهير
-
عفوية عمر كمال.. الشهادة وأشياء أخرى لا تشترى!
-
جدول امتحانات نصف العام 2026 لجميع المراحل التعليمية في مصر
-
جدول امتحانات نصف العام للمرحلة الإعدادية بالدقهلية 2026
أخبار ذات صلة
وزير الأوقاف لـ أئمة الأقصر: تواصلوا مع الشباب عبر أدوات العصر
18 ديسمبر 2025 03:20 م
خيارًا لا اضطرارًا، الخارجية تحذر من عصابات تهريب المهاجرين والعمل الوهمي
18 ديسمبر 2025 03:07 م
بتخفيضات تصل لـ30%، افتتاح سوق "اليوم الواحد" رقم 48 في الأقصر
18 ديسمبر 2025 02:57 م
البداية بـ3 آلاف وحدة، مدبولي يتابع تنفيذ منصة مصر العقارية
18 ديسمبر 2025 01:59 م
مليون يوان على الطاولة، كوكو الصينية تتهم نائب الفيوم بالنصب عليها (فيديو)
18 ديسمبر 2025 02:38 م
ضغوط اجتماعية ومالية أو هروب مؤقت؟ مدبولي يفسر تنامي حجم الدين العام
18 ديسمبر 2025 12:48 م
بعد الاختبار الروحي، سيامة راهبين جديدين بدير الأنبا متاؤس الفاخوري في إسنا
18 ديسمبر 2025 01:55 م
730 ألف طن مساعدات، وزيرة التضامن: 95 قافلة إغاثية من مصر إلى غزة
18 ديسمبر 2025 01:38 م
أكثر الكلمات انتشاراً