الحرب التجارية تضرب أسواق الطاقة .. ماذا حدث في أسعار النفط؟

هوت أسعار النفط العالمية بأكثر من 7%، لتسجل أدنى مستوياتها منذ أكثر من ثلاث سنوات، وسط تصاعد المخاوف من ركود اقتصادي عالمي نتيجة التوترات التجارية المتزايدة بين الولايات المتحدة والصين.

أسعار النفط 

وسجّلت عقود خام برنت الآجلة، في نهاية تعاملات أمس، تراجعاً حاداً بلغ 4.56 دولارات، أو بنسبة 6.5%، لتغلق عند 65.58 دولاراً للبرميل، كما انخفضت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بواقع 4.40 دولارات، أو 6.57%، لتستقر عند 62.05 دولاراً للبرميل.

أسباب تراجع أسعار النفط

ويضع هذا التراجع الخامين القياسيين على مسار تسجيل أكبر خسائرهما الأسبوعية من حيث النسبة المئوية منذ أكثر من عامين، وسط موجة بيع مكثفة غذّاها قرار الصين فرض رسوم إضافية بنسبة 34% على جميع السلع الأمريكية بدءاً من 10 أبريل.

ويأتي هذا التصعيد من بكين ردا مباشرا على قرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي رفع الحواجز الجمركية إلى مستويات غير مسبوقة منذ أكثر من قرن، ما أطلق شرارة موجة اضطرابات في الأسواق المالية العالمية.

حرب تجارية شاملة 

وقال أولي هانسن، رئيس استراتيجيات السلع في "بنك ساكسو"، إن "الرد الصيني يؤكد أننا على أعتاب حرب تجارية شاملة لا منتصر فيها، ما سيضغط بقوة على النمو العالمي والطلب على الطاقة".

وتزايدت الضغوط على أسعار النفط أيضاً بعد إعلان تحالف "أوبك+" تسريع وتيرة زيادة الإنتاج، حيث قررت المنظمة إعادة 411 ألف برميل يوميا إلى السوق خلال مايو، بدلا من 135 ألف برميل كما كان مخططا.

ويرى محللون أن توقيت هذا القرار يفاقم حالة القلق في السوق، خاصة مع بدء الهبوط الحاد في الأسعار عقب المؤتمر الصحفي الذي عقده ترامب، الأربعاء الماضي، والذي أعلن فيه فرض رسوم جمركية بنسبة 10% على جميع الواردات إلى الولايات المتحدة، مع نسب أعلى على عدد من كبار الشركاء التجاريين.

ورغم استثناء واردات النفط والغاز من هذه الرسوم، إلا أن المخاوف من ركود عالمي وتضخُّم متسارع تبقى حاضرة بقوة، ما يضع ضغوطا إضافية على سوق الطاقة.

وفي هذا السياق، خفّض بنك "جولدمان ساكس" توقعاته السنوية لأسعار النفط، مشيرا إلى أن التوترات التجارية وزيادة المعروض من قبل "أوبك+" ستكون من أبرز العوامل التي ستقود إلى تراجع الأسعار خلال الفترة المقبلة.