الأربعاء، 30 أبريل 2025

06:49 ص

التوائم الرقمية.. الذكاء الاصطناعي يزاحم العارضات على خشبة الموضة

عارضات أزياء بالذكاء الاصطناعي

عارضات أزياء بالذكاء الاصطناعي

قد لا تكون العارضة التي تراها في واجهة أحد المتاجر الكبرى حقيقية، بل نسخة رقمية متقنة الصنع لعارضة أزياء شهيرة، صممها الذكاء الاصطناعي بدقة. 

فقد أعلنت شركة الأزياء السويدية "إتش أند أم" مؤخرًا خططها لاستخدام الذكاء الاصطناعي في تصميم 30 توأمًا رقميًا لعارضاتها خلال هذا العام، مما فتح باباً واسعاً للنقاش حول تأثير التقنية الحديثة في مستقبل صناعة الأزياء ومصير العاملين فيها، وفقًا لصحيفة “الجارديان”.

عارضات بالذكاء الاصطناعي

خطوة "إتش أند إم" لم تأت من فراغ، بل هي استمرار لاتجاه بدأته شركات كبرى أخرى، ففي مارس 2023، أعلنت شركة "ليفي ستروس آند كو"، المتخصصة في تصنيع الجينز، خططها لدعم العارضات البشريات بنماذج مولدة بالذكاء الاصطناعي، قبل أن تتراجع تحت وطأة انتقادات شديدة، وتؤكد استمرارها في جلسات التصوير التقليدية.

أما العلامة التجارية الإسبانية "مانغو"، فقد أطلقت في يوليو 2024 حملة ترويجية لمجموعتها الشبابية الجديدة باستخدام عارضات ذكاء اصطناعي بالكامل.

الهدف المشترك بين هذه الشركات هو تبني أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا لتحسين تجربة المستهلك وخفض التكاليف، مع على ما تصفه الشركات بـ"الاستخدام المسؤول".

التوائم الرقمية

تقنية التوائم الرقمية تعتمد على توليد تمثيل بصري دقيق للفرد باستخدام الذكاء الاصطناعي، ما يسمح بإنشاء نسخ افتراضية يمكن التفاعل معها عبر مكالمات فيديو أو محادثات نصية. 

وفي حين لا تزال هذه التوائم تقتصر على رؤوس ناطقة تظهر من الكتفين فما فوق، فإن تحديثات متوقعة قبل نهاية العام الحالي قد تتيح ظهور نماذج متكاملة للجسم تتحرك وتتفاعل في مقاطع الفيديو.

في ظل التوسع في استخدام هذه التقنية، سارعت "إتش أند أم" إلى التأكيد على أنها لا تزال في مرحلة الاستكشاف، وتعمل بالتعاون مع وكالات الأزياء والعارضات لضمان تنفيذ هذه المبادرة "بطريقة مسؤولة"، وفقًا لما جاء في بيان رسمي للشركة.

حقوق عارضات الأزياء

وقد رحب الأمين العام لنقابة "إيكويتي" للفنون الأدائية والترفيهية في المملكة المتحدة بتعهد الشركة بدفع أجور للعارضات مقابل استخدام صورهن، لكنه شدد على ضرورة أن يكون هذا التوجه مدعومًا بإطار قانوني واضح. 

وقال في تصريح لشبكة "سي إن إن": "لا يمكن أن يتحول سباق الابتكار إلى سباق لتحقيق الأرباح فقط، لأن الذكاء الاصطناعي لن يكون ممكنًا من دون الإبداع البشري والعمل، ويجب أن يبقى الإنسان في صميم العملية الإبداعية".

في المقابل، عبّرت عارضات أزياء ومهنيون في قطاع الموضة عن قلقهم من الاستخدام المتزايد للتوائم الرقمية، مشيرين إلى غياب ضمانات حقيقية لحماية حقوقهم، في ظل بيئة عمل تعاني أصلًا من هشاشة متزايدة.

search