أسعار الذهب تقفز إلى مستوى قياسي جديد.. ما علاقة ترامب؟

سجل الذهب العالمي قفزة تاريخية جديدة خلال تعاملات اليوم، بعدما ارتفع الإقبال على شرائه كملاذ آمن نتيجة تصاعد التوترات التجارية العالمية.

وبلغ سعر أونصة الذهب ذروته بنسبة 2.4% ليصل إلى 3317 دولارًا، بعد أن افتتح التداولات عند مستوى 3230 دولارًا، ثم استقر حاليًا حول 3307 دولارات، وفق بيانات "جولد بيليون".

وتمكن المعدن الأصفر من مواصلة مكاسبه للأسبوع الثاني على التوالي، بعدما أضاف 2.2% منذ بداية الأسبوع الحالي، مستكملًا صعودًا كبيرًا سجّله الأسبوع الماضي بنسبة 6.6%.

وأصدر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تعليمات أمس بفتح تحقيق عاجل حول إمكانية فرض رسوم جمركية إضافية على واردات المعادن الأساسية، في محاولة مباشرة للضغط على الصين، التي تعتبر المصدر الأكبر عالميًا لهذه المعادن.

ودفع هذا القرار الأسواق إلى حالة من القلق، لا سيما بعد أن شملت التوجيهات مراجعة لواردات الأدوية وأشباه الموصلات، مما زاد من حدة التوترات وأثار مخاوف المستثمرين من اندلاع حرب تجارية جديدة.

تراجع أرباح إنفيديا الأمريكية

وحذرت شركة إنفيديا الأمريكية من تراجع متوقع في أرباحها خلال الربع الأول بقيمة 5.5 مليار دولار، بسبب القيود الأمريكية المفروضة مؤخرًا على تصدير الرقائق الإلكترونية إلى السوق الصينية.
عرقلت هذه القيود شركات التكنولوجيا وعلى رأسها إنفيديا، من بيع منتجاتها داخل الصين، والتي تعد أحد أهم الأسواق عالميًا، مما تسبب في خسائر فادحة في سوق العقود الآجلة للأسهم الأمريكية.

وشهدت البورصات الآسيوية أيضًا موجة تراجعات حادة، خاصة في قطاع التكنولوجيا، نتيجة ازدياد قلق المستثمرين وتوجههم نحو الأصول الآمنة مثل الذهب.

وقررت إدارة ترامب سابقًا إعفاء الإلكترونيات من ضريبة ضخمة بلغت 145% فرضت على الصين، في حين أعلن ترامب لاحقًا عن تمديد إعفاءات جمركية متبادلة مع دول أخرى لمدة 90 يومًا.

واستغل الذهب هذا التصعيد التجاري المستمر بين الولايات المتحدة والصين، فازداد الطلب عليه كوسيلة تحوط آمنة في ظل غياب أي مؤشرات حقيقية على إمكانية التوصل إلى اتفاق قريب بين أكبر اقتصادين في العالم.

وأكدت هذه التطورات أن الذهب يظل الملاذ الأكثر أمانًا في ظل تقلبات الأسواق، خاصة مع تصاعد الإجراءات الحمائية والتحقيقات المرتبطة بالمعادن الأساسية وأشباه الموصلات والمنتجات الحيوية الأخرى.