"سيلفي الوداع".. النيل يسرق 4 من زهرة شباب قرية واحدة ببني سويف

كان من المفترض أن يكون يومًا مبهجًا، يوم زفاف أحد الأقارب، حيث يجتمع فيه أبناء العائلة في قرية الزرابي، جنوب بني سويف، لكن بين لحظة وأخرى، تحوّلت الضحكات للبكاء، والفرحة لمأتم، بعد أن التهم نهر النيل أربعة من أبناء قرية "صالح فريد".

يوم عائلي سعيد

كانت دعاء، التي تبلغ من العمر 15 عامًا، تضحك أمام الكاميرا وهي تحاول التقاط صورة سيلفي على شاطئ النيل مع ابنة عمها ريهام، التي تشاركها نفس العمر، حيث كانا يأملان في توثيق ذكرى من يوم عائلي سعيد.

خطوتان خاطئتان كانتا كافيتين لتتحول الذكرى الجميلة إلى مشهد مأساوي، انزلقت إحداهما وسقطت في الماء، فلحقت بها الأخرى في محاولة للمساعدة.

أمل مفقود

صراخ خافت، نظرات هلع، وخوف تسلل إلى قلوب الجميع، قبل أن يندفع محمد، شقيق دعاء، وعمره 17 عامًا، ومعه ابن عمهم محمود، بنفس العمر، لإنقاذ الفتاتين، لكن النيل لم يُمهلهم.

وداع مفجع

حاول الماء أن يبتلعهم سريعًا، كأنه لم يُمهلهم لحظة وداع، لحظة تنبيه، أو حتى صرخة استغاثة يسمعها أحد، ولم تُجدِ محاولات الإنقاذ نفعًا، فتم انتشال جثتي محمد ومحمود، فيما لا تزال فرق الإنقاذ تبحث عن جثتي دعاء وريهام، وسط دعوات الأهالي التي لا تتوقف.

حفل وداع

"كانوا ورد الربيع.. جمعة واحدة جمعتهم على الفرح وفرقتهم في الحزن"، هذا قال أحد أقاربهم لـ"تليجراف مصر.

وأضاف، بين ليلة وضحاها، باتت قرية "صالح فريد" ثكلى، تُشيّع أبناءها الأربعة، أبناء عمومة نشأوا كالإخوة، ورحلوا معًا، مشهد لا يُمحى من ذاكرة من رأوه، ودرس قاسٍ في هشاشة الحياة ولحظاتها العابرة.