"أوقفوا النار".. البابا فرنسيس يتحدث عن غزة في الوصية الأخيرة

لا تزال أصداء آخر الوصايا التي قدمها البابا فرانسيس، الحبر الأعظم للكنيسة الكاثوليكية، تدوي في آذان العالم، بعد أن أعلن الفاتيكان وفاته صباح اليوم عن عمر ناهز 88 عامًا.

ووسط أجواء من الحزن العميق، تذكر العالم آخر رسائله المؤثرة التي دعا فيها إلى وقف الحرب والدمار في قطاع غزة، حسبما أوردت صحيفة “فاتيكان نيوز”.

نداء إنساني في ختام حياة روحية حافلة

في آخر ظهور له بمناسبة عيد الفصح، وجّه البابا فرنسيس، من شرفة كاتدرائية القديس بطرس، نداءً مؤثرًا من أجل السلام في غزة.

وفي خطاب قرأه أحد معاونيه بسبب حالته الصحية، قال البابا: "أنا قريب من آلام المسيحيين في فلسطين وإسرائيل، كما أنني قريب من الشعبين الإسرائيلي والفلسطيني".

وأضاف: "يتوجّه فكري إلى شعب غزة، لا سيما إلى الجماعة المسيحية فيها، حيث لا يزال النزاع الرهيب يولد الموت والدمار، ويسبب وضعًا إنسانيًا مروّعًا ومشينًا".

كما طالب بـ"وقف إطلاق النار، والإفراج عن الرهائن، وتقديم المساعدة للشعب الذي يتضور جوعًا ويتوق إلى مستقبل يسوده السلام".

تدهور صحي مفاجئ ومتابعة جماهيرية مؤثرة

في 22 فبراير الماضي، أعلن الفاتيكان أن البابا يعاني من أزمة تنفسية حادة، استدعت تقديم كميات كبيرة من الأوكسجين، إلى جانب ظهور أعراض فشل كلوي "مبدئي وخفيف" حسب توصيف الأطباء.

توافد الآلاف من المصلين إلى ساحة القديس بطرس للصلاة من أجل شفاء البابا، فيما اتجه آخرون إلى المستشفى الذي كان يرقد فيه، حاملين الزهور وبطاقات المعايدة في مشهد مؤثر من التضامن العالمي.

مسيرة بابوية استثنائية

تولّى البابا فرنسيس المنصب البابوي في عام 2013، بعد استقالة سلفه بنديكتوس السادس عشر، ليصبح أول بابا من خارج أوروبا منذ أكثر من ألف عام.

تميزت فترة حبريته بتركيزه على الفقراء والمهمشين، وتعزيز الحوار بين الأديان، بالإضافة إلى مواقفه الجريئة في قضايا العدالة الاجتماعية والبيئة وحقوق الإنسان.

الاستعداد لاختيار خليفة البابا

وفق التقاليد الكنسية، تبدأ التحضيرات لاختيار البابا الجديد من خلال مجمع الكرادلة، الذي يُتوقع أن ينعقد خلال فترة تتراوح بين 15 و20 يومًا من تاريخ الوفاة. ومن المنتظر أن تتجه أنظار العالم الكاثوليكي إلى الفاتيكان لمتابعة هذا الحدث التاريخي.