رسمها بقلم رصاص.. لوحة نادرة لـ جبران خليل جبران في مزاد علني

طرحت دار "سوثبي" للمزادات لوحة نادرة وغير معنونة للفنان والأديب اللبناني العالمي جبران خليل جبران في مزاد علني يُختتم في الأول من مايو المقبل، وسط توقعات بأن يتراوح سعرها بين 25 و30 ألف جنيه إسترليني، ما يعادل  37.500 دولار أمريكي.

شخصية أورفيوس الأسطورية

العمل الفني، الذي وقعه جبران بالأحرف الأولى من اسمه (K.G) في الزاوية السفلى اليمنى، يُجسد شخصية أورفيوس الأسطورية من الميثولوجيا اليونانية، المعروف بموهبته الفذة في الموسيقى والشعر، وفقًا لموقع “سوثبي”.

ويُرجح أن الفنان أنجز هذه اللوحة باستخدام الألوان المائية والقلم الرصاص خلال العقدين الثاني والثالث من القرن العشرين.

أعمال جبران خليل جبران

تُعد هذه اللوحة واحدة من أكثر من 700 عمل فني أنجزها جبران خلال مسيرته، التي لم تقتصر على الرسم فحسب، بل امتدت لتشمل الأدب والشعر والفكر الفلسفي، ورغم أن جبران يُعرف عالميًا بروايته الأشهر "النبي"، الصادرة عام 1923 والمترجمة إلى أكثر من 50 لغة، فإن إبداعاته البصرية تشكل جانبًا أصيلًا من إرثه الفني.

وتُظهر أعمال جبران، ومنها هذه اللوحة المطروحة في المزاد، تأثره العميق بكل من الشاعر الإنجليزي ويليام بليك والنحات الفرنسي أوجست رودان، وتكشف مزيجًا فريدًا بين الفلسفة الصوفية والرومانسية الأوروبية والشخصية اللبنانية الأصيلة. 

وغالبًا ما تتسم لوحاته بثنائية رمزية تجمع بين الجمال الإلهي وتناقضاته، وهي سمة بارزة في أسلوبه الفني المتأمل والعابر للحدود الثقافية.

نبي في طور التكوين

وتعود ملكية اللوحة إلى ويليام شحادة، أحد أبرز باحثي سيرة جبران ومؤلف كتاب خليل جبران “نبي في طور التكوين” الصادر عام 1991. 

وتُعد الأعمال الأصلية لجبران نادرة الظهور في المزادات، وغالبًا ما تنتقل بين أيدي المقربين منه وأفراد أسرته، ما يزيد من خصوصية هذه المناسبة الفنية.

جبران خليل جبران

وُلد جبران خليل جبران في بلدة “بشري” شمال لبنان لعائلة مسيحية مارونية، قبل أن تهاجر عائلته إلى الولايات المتحدة عام 1895، حيث بدأ شغفه بالفن والعلوم الإنسانية يتشكّل رغم ما واجهه من تحديات قاسية.

استقرت الأسرة في حي سوري فقير جنوب بوسطن، وهناك عاش جبران ظروفًا أسرية ومادية صعبة، زادتها مآسي فقدان شقيقه وشقيقته بسبب مرض السل، ثم وفاة والدته بمرض السرطان خلال فترة زمنية قصيرة.