الأحد، 04 مايو 2025

03:12 م

وزير الري: قطاع غزة يواجه أزمة مائية غير مسبوقة

وزير الري في فعاليات أسبوع المياه العربي السابع

وزير الري في فعاليات أسبوع المياه العربي السابع

إيمان رزق

A .A

أكد وزير الموارد المائية والري، هاني سويلم، أن قطاع غزة يواجه أزمة مائية غير مسبوقة، تعد من أخطر الأزمات الإنسانية في العصر الحديث، نتيجة للعدوان المستمر الذي استهدف بشكل ممنهج البنية التحتية الحيوية للمياه.

وبحسب بيان للري، اليوم الأحد، أدان سويلم، خلال فعاليات "أسبوع المياه العربي السابع" والمنعقد بالأردن، بشدة هذه الانتهاكات السافرة للقانون الدولي الإنساني.

وطالب المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لضمان وصول المساعدات الإنسانية، بما في ذلك المياه النظيفة، إلى سكان غزة، ودعم إعادة بناء البنية التحتية، بما يكفل الكرامة والعدالة للمواطنين.

ندرة المياه

وأشار سويلم، إلى أن المنطقة العربية تُعد من أكثر مناطق العالم تأثرًا بندرة المياه، كما لفت تقرير الأمم المتحدة الصادر في مارس 2023، إلى أن أكثر من 90% من سكان الدول العربية يعانون من مستويات حرجة من ندرة المياه.

وأضاف أن 21 دولة عربية تعتمد على موارد مائية مشتركة (سطحية أو جوفية)، مثل نهر النيل ونهر الفرات ونهر الأردن، ما يُضيف بُعد جيوسياسي بالغ التعقيد على إدارة المياه ويجعل من قضية التعاون في إدارة المياه المشتركة أمرًا هامًا، ويؤكد على الحاجة الملحة لتفعيل التعاون الإقليمي وفق قواعد القانون الدولي.

أسباب تزيد من أزمة المياه

وأكد وزير الري، أن منطقتنا تواجه تحديات متزايدة تتمثل في النمو السكاني السريع والذي ضاعف من الطلب على المياه وتسبب في زيادة حدة الإجهاد المائي، بجانب التأثيرات السلبية لتغير المناخ، بما في ذلك تراجع معدلات الأمطار وارتفاع درجات الحرارة وزيادة معدلات التبخر، فضلًا عن تكرار الظواهر الجوية المتطرفة كالجفاف والفيضانات.

وتابع بأن هذه الظروف دفعت الدول العربية لتكثيف جهودها، من خلال تخصيص ميزانيات كبيرة لقطاع المياه، ووضع استراتيجيات لمواجهة الفجوة المتزايدة بين الموارد المائية المتاحة والاحتياجات المائية المتنامية.

وأوضح سويلم أنه أمام هذه التحديات التي تواجه المنطقة العربية، فإن الأمر يتطلب تعزيز التعاون الإقليمي والدولي في مجال إدارة الموارد المائية المتكاملة، ونقل التكنولوجيا وبناء القدرات في مجالات الرقمنة والتحلية والطاقة النظيفة، ودعم آليات التمويل المناخي للدول المتأثرة بندرة المياه.

ولفت إلى أن مصر طورت منظومة الموارد المائية والري بشكل شامل، تحت مظلة "الجيل الثاني لمنظومة الري 2.0"، والتي تمثل تطبيقًا عمليًا لمبادئ “الترابط بين المياه والطاقة والبيئة والغذاء”.

تطوير إدارة المياه

وتتضمن أعمال التطوير التحول الرقمي في إدارة المياه، باستخدام صور الأقمار الصناعية والنماذج الرياضية والطائرات بدون طيار (الدرون) لحساب زمامات المحاصيل وتقدير الاستهلاكات المائية الزراعية.

ونبه وزير الري أن هذا يُخدم على تحسين عملية توزيع المياه، وتطوير منشآت التحكم والتشغيل باستخدام أحدث تقنيات المراقبة، وعلى رأسهم السد العالي والمنشآت الكبرى، والتوسع في أنظمة الري الذكي، وكذا ترشيد وزيادة كفاءة شبكات التوزيع.

وشدد على أن ذلك يسهم في التوجه الاستراتيجي للتحول من استخدام المناسيب إلى استخدام التصرفات في منظومة توزيع المياه، مع التوسع في مشروعات التحلية والمعالجة الثلاثية المتقدمة، خاصة في المناطق الساحلية لدعم الأمن الغذائي وادخال تكنولوجيا المعالجة المتطورة والتحلية للإنتاج الكثيف للغذاء.

وحققت مصر طفرة في مجال معالجة واستخدام مياه الصرف الزراعي، بإنشاء محطات الدلتا الجديدة وبحر البقر والمحسمة، والتي سترفع كميات مياه الصرف الزراعي المُعالجة في مصر لتصل إلى 26 مليار متر مكعب سنويًا في عام 2026.

يأتي هذا مع الاعتماد على المواد الطبيعية الصديقة للبيئة في حماية الشواطئ وتأهيل الترع بما يُعزز من بُعد الاستدامة، وانتهاج مبادئ حوكمة المياه الجوفية وتطوير قواعد البيانات الرقمية لرصد العدادات ومراقبة السحب المائي، والاستثمار في العنصر البشري والتدريب المستمر للعاملين، وتعزيز البحث العلمي كركيزة للإبتكار واستدامة الموارد المائية.

search