"النفط ليس أغلى من الدم العربي".. مواقف تاريخية لا تُنسى للشيخ زايد

الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان
في واحدة من أكثر اللحظات حساسية في تاريخ الأمة العربية، سطّر المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة، موقفًا تاريخيًا لا يُنسى بدعمه الحاسم لمصر وسوريا خلال حرب أكتوبر 1973، مختصرًا فلسفته السياسية والإنسانية في عبارة خالدة: "النفط العربي ليس أغلى من الدم العربي".
ويتذكر الشعب الإماراتي والعربي عمومًا اليوم الكثير من مآثر الشيخ زايد الذي تحل ذكرى ميلاده في 6 مايو 1918، بقلوب تدعو له بالرحمة والغفران.
التزام مطلق بالقضية القومية
رغم أن الإمارات لم تكن الدولة العربية الوحيدة التي قدمت دعمًا خلال تلك الحرب، فإن مواقف الشيخ زايد كانت الأبرز، إذ عبّر عن التزامه المطلق بالقضية القومية، حتى أنه أعلن استعداده لدعم المعركة حتى “آخر فلس في الخزينة”، وفق توثيق مركز العرب للأبحاث والدراسات.
وفي ثالث أيام الحرب، كانت الإمارات أول دولة عربية تعلن تبرعها بمبلغ 100 مليون جنيه إسترليني دعماً للمعارك على الجبهتين المصرية والسورية، رغم أن هذا المبلغ لم يكن متوفرًا آنذاك، فبادر الشيخ زايد باستدانته من بنوك في لندن بضمان النفط الإماراتي.
كلمة للتاريخ من العاصمة البريطانية
عندما اندلعت الحرب، كان الشيخ زايد في زيارة للعاصمة البريطانية لندن، ومن هناك عقد مؤتمرًا صحفيًا أعلن خلاله دعم بلاده المطلق لمصر وسوريا، قائلًا: "سنقف مع المقاتلين بكل ما نملك، ليس المال أغلى من الدم العربي، وليس النفط أغلى من الدماء التي اختلطت على جبهة القتال في مصر وسوريا".
ولم يقتصر الدعم الإماراتي على التمويل فقط، بل اتخذ أبعادًا رمزية وعملية قوية، حيث أرسل الشيخ زايد ولي عهده آنذاك، الشيخ خليفة بن زايد، للمشاركة في القتال إلى جانب الجنود المصريين على الجبهة.
كما استنفرت دولة الإمارات كل إمكاناتها بتوجيه مباشر من الشيخ زايد، وأُعلنت حالة الطوارئ في أجهزة الإعلام، وفتحت الدولة مكاتب للتطوع، وفرضت ضريبة جهاد على الشركات، في حين تبرع الموظفون برواتب شهر كامل دعمًا للمعركة، كما تم تجهيز مستشفيات ميدانية وسيارات إسعاف ومواد طبية لإرسالها إلى جبهات القتال.
دعم إعلامي لكشف الحقائق
عندما لاحظ الشيخ زايد انحياز الإعلام الغربي لإسرائيل، بادر إلى تمويل سفر 40 صحفيًا من أكبر المؤسسات الإعلامية في أوروبا لتغطية المعارك على نفقته الخاصة، بهدف إيصال الصورة الحقيقية لما يحدث في ميادين القتال إلى الرأي العام العالمي.
طوال أيام الحرب، تابع الشيخ زايد تطوراتها لحظة بلحظة، وكان على اتصال مستمر بالرئيس أنور السادات والرئيس السوري حافظ الأسد، مؤكدًا لهما أن "إمكانيات دولة الإمارات كلها مُسخّرة لخدمة المعركة".
واليوم، لا يزال الشيخ زايد يحظى بشعبية كبيرة بين العرب حتى بعد وفاته، وذلك بفضل مواقفه التي رسخت في ذاكرتهم، وخلّفت إرثًا من المحبة والامتنان لما قدمه لهم.
-
12:00 AMالفجْر
-
12:00 AMالشروق
-
12:00 AMالظُّهْر
-
12:00 AMالعَصر
-
12:00 AMالمَغرب
-
12:00 AMالعِشاء


أخبار ذات صلة
أمريكا تدمج مكتب شؤون فلسطين في القدس الشرقية مع سفارتها بإسرائيل
06 مايو 2025 11:06 م
الوصية الأخيرة.. سيارة البابا فرنسيس تداوي جراح أطفال غزة
06 مايو 2025 04:18 م
"تبرر التجويع".. حماس تحذر من تكرار رواية إسرائيل بشأن المساعدات
06 مايو 2025 08:17 م
بـ100 طائرة.. نار أوكرانيا تعطل سماء موسكو لمدة 48 ساعة
06 مايو 2025 07:11 م
أكثر الكلمات انتشاراً