الثلاثاء، 06 مايو 2025

11:01 م

"حق روان مش هيضيع".. وفاة طالبة الزقازيق تشعل الهتافات بالجامعة

احتجاجات داخل جامعة الزقازيق بعد وفاة طالبة كلية العلوم

احتجاجات داخل جامعة الزقازيق بعد وفاة طالبة كلية العلوم

محمد لطفي أبوعقيل

A .A

"مش هنسلم مش هنبيع حق روان مش هيضيع".. لافتات رفعها عدد من طلاب جامعة الزقازيق، خلال احتشادهم داخل حرم الجامعة اليوم، بعد واقعة الطالبة "روان.ن"، التي هزت الجامعة منذ أيام، مطالبين بحق زميلتهم التي توفيت بعد سقوطها من الطابق الرابع بمبنى كلية العلوم.

حق روان مش هيروح

وتجمّع الطلاب اليوم في الساعة 12 ظهرًا، أمام مبنى كلية العلوم وبدأوا في ترديد هتافات، منها: “بالدم بالروح حق روان مش هيروح”، لترد عليهم عضوة بهيئة التدريس: "محدش حقه هيروح مفيش حاجه بتروح".

مشادة كلامية

وحدثت مشادة كلامية مع عضوة أخرى بهيئة التدريس، طالبت الطلاب بعدم الهتاف، لكن الطلاب لم يستجيبوا لها.

في الأثناء، خرج نائب رئيس جامعة الزقازيق لشؤون التعليم والطلاب، الدكتور هلال عفيفي، لتهدئة الطلاب، وأوضح لهم أن الأمر ليس بيد الجامعة، بل إنه في يد النيابة التي تحقق الآن في الواقعة.

فيما طلبت عضوة أخرى بهيئة التدريس من الطلاب التوقف عن الهتاف، قائلة: “لو سمحتم محدش يهتف باسم البنت دي”.

تفاصيل الواقعة

كانت الطالبة "روان.ن" لقيت مصرعها، مطلع الأسبوع الجاري، إثر سقوطها من الطابق الرابع بالكلية.

وأكد طالب يدعى "أ.ع"، في تصريحات لـ"تليجراف مصر"، أنه كان يقف مع عضو هيئة تدريس بالجامعة للاستفسار عن معلومة بالمنهج، وفجأة رأى شيئًا يسقط وحدث صوت كأنه انفجار، فتوجه لمصدر الصوت وذُهل بمجرد رؤيته الطالبة ملقاة على الأرض وسط بركة دماء، مؤكدًا أن المنظر كان مرعبًا.

وأضاف: "أنا المنظر لحد دلوقت لسة متخيله قدام عيني، كأنها لسة على إيديا، أنا حتى لو أعرف البنت مش هتعرف عليها من كتر ما الدم كان مغرقها وبتنزف بشكل مش طبيعي من كل مكان رأسها وأنفها وفمها".

وحصلت “تليجراف مصر” على فيديو لمكان سقوط الفتاة تظهر به تفاصيل الواقعة.

محاولات لوقف النزيف

وأوضح: "جريت عليها حاولت أساعدها الدم كان كتير، طالب قلع التيشيرت وربطه على راسها علشان يوقف الدم وزميلة معانا كانت بتحاول توقف الدم من فمها وأنفها بالمناديل، لكن النزيف مكنش بيقف".

وتابع: "طلبنا حد يكلم الإسعاف بسرعة محدش اتحرك، دكاترة الجامعة اللي وقفوا مشيوا وسابونا، وفي قالوا لينا ملناش دعوة اطلبوها انتو، وإحنا نتصل بالإسعاف يقولوا عارفيه وجايين ومش بييجوا، نص ساعة لحد ما حد جه، رغم إن مستشفى الجامعة بينا وبينها دقيقة مشي يعني مفيش أي داعي للتأخير".

حاولنا ننقذها

وأكد أن سيارة الإسعاف لم تأت قبل نصف ساعة من سقوط الفتاة وكان النبض يقل وتتنفس بصعوبة، قائلا: "الدكاترة كانوا بيقولوا شيلوها إنتو ودوها المستشفى إحنا حاولنا ننقذها بس خوفنا نشيلها نحركها حركة تموتها لأنها كانت في حالة صعبة أوي".

لم يحضروا نهائيًا

وأضاف أن رئيس الجامعة ونائبه لم يحضرا نهائيًا تفاصيل الواقعة ولم يأت أحد طوال النصف ساعة، لافتا إلى أن سيارة الإسعاف جاءت بالسائق فقط ولا يوجد بها مسعف أو طبيب.

وتابع: "السواق اللي جه رفض يشيلها ويقول ماليش دعوة وجاي بهدوء ولا كأنه بيتمشى بالعربية مش جاي ينقذ روح، اضطرينا نشيلها إحنا ونحطها على النقالة وندخلها العربية".

وأشار إلى أنه بمجرد الوصول إلى المستشفى، كان الاهتمام بجمع البيانات عنها والوصول لأهلها، ولم يهتموا بإنقاذها أولا، وحتى لا ييتحملوا أي مسؤولية حتى لفظت الفتاة أنفاسها الأخيرة بسبب التقصير في حقها.

الجامعة مسحت آثار الواقعة

وقال الطالب: "الجامعة بعد ما البنت راحت المستشفى مسحت آثار الواقعة، ورفضوا يدخلونا علشان نعرف بيانات البنت، وفي واحد كان بيصور الدم اتحاد الطلبة مسكوه ضربوه، أنا مش مصدق اللي شوفته النهاردا، إزاي إحنا مسؤولين من الإدارة دي".

لحظة نقل الطالبة روان على عربة الإسعاف

كما حصلت "تليجراف مصر" على صورة تُظهر لحظة نقل جثمان الفتاة إلى سيارة الإسعاف.

لحظة نقل الطالبة روان إلى سيارة الإسعاف

وأضاف أنه لم يعرف الطالبة نهائيا رغم أنهما في نفس الفرقة الرابعة، قائلًا: "إحنا منعرفش وقعت إزاي، انتحرت ولا داخت، ووقعت ولا اتكعبلت، خصوصا إن الدرج بتاع السلم قصير وإحنا أطول منه بكتير، بس مينفعش روح تتساب تموت بسهولة كده، اللي حرك الموضوع الطلبة، لكن في هدوء من إدارة الجامعة".

وشدّد على أن الواقعة تابعها معظم طلاب الجامعة، وأنهم شاهدون على عدم حضور أي مسؤول من الجامعة، وأعضاء هيئة التدريس كانوا متفرجين على الواقعة فقط، متابعًا: "محدش فكر حتى يحرك عربيته الخاصة ونلحقها لما الإسعاف محضرتش على طول، إحنا في حالة صدمة في الجامعة، حتى امتحان بكرة متأجلش كأن مفيش أي حاجة أو في مسرح جريمة".

داخل مبنى كلية العلوم

وكشف طالب آخر، لـ"تليجراف مصر"، أن الفتاة سقطت داخل مبنى كلية العلوم، وليس خارجه، كما تردد في بعض الروايات، وظلت ملقاة على الأرض لأكثر من 15 دقيقة عقب سقوطها، وسط حالة من الفزع بين الطلاب.

عدم الاقتراب منها أو محاولة إسعافها

ولفت الطالب، الذي  طلب عدم ذكر اسمه، إلى أن أحد مسؤولي الكلية شدد على الجميع بعدم الاقتراب منها أو محاولة إسعافها، مما أثار موجة من الغضب داخل الحرم الجامعي.

وأضاف الطالب أن مستشفى الجامعة لا تبعد سوى دقائق قليلة سيرًا على الأقدام من مبنى الكلية، ورغم ذلك، لم يُسمح لأي طالب، بمن فيهم زميلهم أحمد الذي حاول التقدم، بالاقتراب من الفتاة أو نقلها، في موقف وصفه الشهود بأنه "صادم ولا إنساني".

search