الأحد، 11 مايو 2025

12:27 ص

اعتراف على فراش الموت.. مكيدة شيطانية تحرم سيدة من ابنها 19 عاما

أم تحتضن ابنها بعد العثور عليه في دار أيتام - صورة مولدة بالذكاء الاصطناعي

أم تحتضن ابنها بعد العثور عليه في دار أيتام - صورة مولدة بالذكاء الاصطناعي

أنور فاروق

A .A

قصة حقيقية بنكهة درامية عاشتها سيدة في البساتين بعدما ظلت تبحث عن نجلها المفقود منذ 19 سنة في مشاهد توحي بأنها من نسج الروايات الخيالية أو أنها مجتزأة من مسلسل درامي، لا يصدقها عقل من هول غرابتها.

في إحدي الحارات الشعبية تزوج شاب بفتاة كان تربطهما علاقة حب ولكن القدر كان له رأي آخر حيث كان والد الفتاة لا يريد أن يزوجها إياه، وسرعان ما لبس الشيطان عقله ودبر له المكيدة الشيطانية، إذا قرر الوالد أن ينتقم من الشاب بطلاق نجلته منه.

طلاق ومأساة الأم

بدأ والد السيدة، قراره الشيطاني وضغط على الشاب فانتهى الأمر إلى الطلاق بينهما، ولكن القدر كان يخبئ لهما مفاجأة كبرى كانت بداية رحلة شاقة ومعاناة للسيدة استمرت سنوات عديدة.

حمل لم يكن في الحسبان

اكتشف الوالد حمل نجلته بعد الطلاق من زوجها، والذي كان حقده منه هو العامل الرئيسي في تنفيذ مخططه الشيطاني، فدبر مكيدة إخفاء الحمل عن زوج نجلته السابق.

انتظار المولود

كانت الأم تحلم باليوم الذي تضع فيه طفلها وتحضنه وتمر الأيام وهي تنسج الملابس لطفلها منتظرة فرحتها الموعودة، ولم تكن تعلم بما يكيد لها والدها والزمان إلى أن جاء اليوم الذي وضعت حملها.

صدمة وفجع

فاقت الأم من البنج وفوق رأسها والدها الذي سيطر عليه الشيطان، والذي لم يتكف بفعلته السابقة حيث أفاقت الأم وسألت عن طفلها المنتظر لكي تأخذه في حضنها، وتعطيه من حنان صدرها، ليخبرها والدها بأن طفلك تُوفي وقمت بدفنه، عاشت حياة حزينة لم ينصفها القدر ولم يرحمها الوالد.

اعتراف قبل الموت

مرت الأم المكلومة بفترة عصيبة وصدمات متتالية وبعد مرور 3 سنوات كان والدها يصارع الموت على فراشه، وشعر بدنو أجله، فما كان منه أن قرر يبوح بالسر المدفون، فقرر الاعتراف بخطاياه لنجلته.

السر المدفون

كان الوالد يتمتم بالكلمات بأن طفلها لا زال حيًا يرزق، وأنه تركه أمام مسجد قريب من المستشفى التي وضعت بها، وأخبرها بأنه توفي لقطع الصلة والرابطة بين الطفل ووالديه، مدى الحياة.

رحلة بحث عن الطفل دامت 16 عاما

توفي والد السيدة بعد أن كشف سره لنجلته، بدأت الوالدة رحلتها في البحث عن طفلها، في كل مكان ومرت السنين، ولم تترك مكانا إلا وبحثت عنه، كان الزمان والقدر يصارعانها، ومع استمرار البحث عن طفلها جاءت قدميها أمام دار رعاية الأيتام.

دار رعاية الإيتام

لم تترك الأم أي دار رعاية أيتام إلا وطرقت بابه بحثًا عن ولدها المفقود فمنهم من كان يساعدها ومنهم من كان يغلق الباب في وجهها.

مرت السنوات كأنها قرون حتى ابيض شعرها وجفت الدموع في عينها من الحزن، حتى اقترح عليها أحد أقاربها البحث فى وزارة التضامن الاجتماعي نفسها لتتوجه للمقر الرئيسي لها، وتركت تاريخ ولادتها بذات اليوم الذي وضعت طفلها في المستشفى وبالتالي يكون هو ذات اليوم لدخول الطفل دار الرعاية هناك وتركت رقم الهاتف وخرجت.

لم الشمل

بحث موظفو الدار وجردت الدفاتر فكانت الصدمة حيث صادف تاريخ دخول طفل إلى دار الرعاية بذات التاريخ الذي تركته السيدة، وهنا قرر مسئول الدار الاتصال بالسيدة وإخبارها بالأمر فعسى أن يكون ذلك بداية لم الشمل بين الطفل ووالدته.

لحظة اللقاء

كان اتصال مسئول من الوزارة للوالدة بمثابة فتح الأمل أمامها، وأسرعت مهرولة إلى هناك، والتقت بمسئولها، وفتح لها الدفتر وتأكدت من التاريخ، وسألت عن طفلها أين هو، وجاؤوا به إليها وزرفت الدموع بغزارة، وحضنته وهي غير مستوعبة ما يحدث من الفرحة ومرارة الانتظار والطفل لا يعلم شيئًا.

تحليل DNA

كانت هناك خطوة أخيرة للتأكد من صحة الواقعة وترك الطفل لها هو التحليل DNA لبيان نسبة الطفل للوالدة من التحاليل المشابهة فكان الفيصل في هذه القصة الغريبة، فخرجت التحاليل متوافقة لصلة النسب وتم تسليم الطفل بعد قرار من النيابة العامة، وبدأ لم الشمل وضحكت لها الدنيا بعد أن كشرت عن أنيابها لها سنوات عديدة.

search