الجمعة، 09 مايو 2025

02:11 ص

مجاعة في الأفق.. نقص الوقود يعطل خدمات الطوارئ ويغلق مطابخ غزة

أزمة خانقة في غزة بسبب الحصار الإسرائيلي للقطاع

أزمة خانقة في غزة بسبب الحصار الإسرائيلي للقطاع

تفاقمت الأزمة الإنسانية المتصاعدة في قطاع غزة مع دخول الحصار الإسرائيلي الشامل شهره الثالث، ما أدى إلى توقف معظم مركبات الدفاع المدني عن العمل وإغلاق مطبخ خيري رئيسي وسط تفاقم انعدام الأمن الغذائي وانهيار الخدمات الأساسية.

شلل الدفاع المدني بسبب نفاد الوقود

وأعلنت هيئة الدفاع المدني في غزة اليوم، أن ثلاثة أرباع مركبات الطوارئ خرجت عن الخدمة بسبب نقص حاد في وقود الديزل، وذلك في ظل استمرار منع إسرائيل دخول الإمدادات إلى القطاع الذي مزقته الحرب.

وقال المتحدث باسم الهيئة، محمود بصل، في تصريح لوكالة “فرانس برس”: “توقفت 75% من مركباتنا عن العمل، كما نعاني نقصًا شديدًا في المولدات وأجهزة الأكسجين اللازمة للاستجابة السريعة”.

إغلاق المطابخ الخيرية

وفي تطور خطير، أعلنت منظمة “وورلد سنترال كيتشن” إحدى أبرز الجهات الإغاثية العاملة في غزة تعليق عملياتها بالكامل بسبب نفاد الإمدادات الغذائية.

في حين أن المطبخ الخيري كان يوّزع يوميًا أكثر من 130 ألف وجبة ويخبز 80 ألف رغيف خبز.

وقالت المنظمة إن “المخازن باتت شبه فارغة ولا يوجد ما يكفي من الطعام لطهيه، ما اضطرنا إلى الإغلاق الكامل”.

تحذيرات من مجاعة وشيكة

في سياق متصل، أفادت وكالات الإغاثة الدولية بأن الوضع في غزة بات يقترب من حافة المجاعة خصوصًا في ظل توقف عمليات توزيع المياه وإغلاق معظم المخابز.

وأشارت منظمة اليونيسف إلى تسجيل أكثر من 10 آلاف حالة من سوء التغذية الحاد في صفوف الأطفال منذ بداية العام، مع قفزة بنسبة 80% في الحالات خلال شهر مارس مقارنة بشهر فبراير.

من جهتها، أعلنت منظمة الصحة العالمية عن إغلاق نحو نصف مراكز التغذية في القطاع البالغ عددها  200 إثر النزوح المستمر والقصف المتواصل.

انتقادات حقوقية للحصار الإسرائيلي

يُذكر أن إسرائيل بدأت الحصار على غزة في 2 مارس الماضي واستأنفت عملياتها العسكرية في 18 من الشهر ذاته، مبررة ذلك بالضغط على حركة حماس لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين.

لكن منظمات حقوق الإنسان وصفت الحصار بأنه "تكتيك تجويع متعمد"، قد يرقى إلى جريمة حرب بموجب القانون الدولي.

لا تغيير في السياسة الإسرائيلية

وردًا على هذه التطورات صرحت وحدة تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية في المناطق (COGAT) بأن الحصار سيبقى قائمًا ما لم تُغير الحكومة سياستها في إشارة إلى التوجهات السياسية العليا التي تتحكم في تدفق المساعدات إلي القطاع.

كسر الحصار أو حدوث كارثة

ومع تصاعد التحذيرات من انهيار شامل للمنظومة الإنسانية في غزة يطالب العديد من المنظمات الدولية بضرورة التدخل العاجل لكسر الحصار، وإنقاذ ملايين المدنيين من كارثة غذائية وصحية وشيكة.

search