ما حكم تأخير حج الفريضة بعد الاستطاعة لرعاية الأم المريضة؟

الحج
محمد لطفي أبوعقيل
أكدت دار الإفتاء، أن تأخير أداء فريضة الحج بعد الاستطاعة المالية والبدنية جائز شرعًا، إذا كان المكلف برعاية والدته المريضة، ولا يوجد من يقوم مقامه في خدمتها والعناية بها، موضحة أن هذا التأخير لا إثم فيه ولا حرج، بل يُعد من البر والوفاء بواجب الوقت.
حكم تأخير حج الفريضة بعد الاستطاعة لرعاية الأم المريضة
وأوضحت دار الإفتاء، عبر الموقع الرسمي للدار، أن رعاية الرجل المذكور لوالدته المريضة، وقيامه بخدمتها والاعتناء بكافة شؤونها التي تحتاجه فيها، مع عدم وجود من يقوم مقامه في ذلك على وجه مرضي، مُقدَّم على أداء فريضة الحج، التي يمكن أداؤها في عام قادم ما دام مستطيعًا.
وشددت الفتوى على أن الشرع الشريف قدَّم في مثل هذه الحالات "الواجب المتعيِّن"، الذي لا يتكرر ولا يمكن تفويضه، مثل رعاية الأم المريضة، على الحج، الذي يعد من "الواجب الذي يتكرر"، حيث يمكن تأديته لاحقًا طالما وُجدت الاستطاعة.
انتفاء الموانع
واستدلت دار الإفتاء بقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: “لَوْ أَدْرَكْتُ وَالِدَيَّ أَوْ أَحَدَهُمَا، وَأَنَا فِي صَلَاةِ الْعِشَاءِ، وَقَدْ قَرَأْتُ فِيهَا بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ، يُنَادِينِي: يَا مُحَمَّدُ، لأَجَبْتُه: لَبَّيْكَ”، مشيرة إلى أن هذا الحديث يدل على عِظَم شأن بر الوالدين، وتقديمه على كثير من العبادات.
كما بينت الفتوى أن العلماء اشترطوا لوجوب الحج إلى جانب الاستطاعة المالية والبدنية، انتفاء الموانع، ومنها رعاية الأبوين أو أحدهما إذا لم يكن لهما غير هذا الولد يقوم على شؤونهما، واستشهدت بأقوال الأئمة من المذاهب الفقهية الأربعة، الذين أجمعوا على أن من تعيَّن عليه خدمة والديه المريضين لا يجب عليه الحج حتى تزول هذه الموانع.
يعود بالخير
وفي السياق ذاته، أوردت دار الإفتاء ما نقله الإمام الماوردي، أن الاستطاعة الموجبة للحج لا تكتمل إلا بانتفاء الموانع، مثل الحاجة لرعاية والدين مريضين، معتبرة أن تقديم هذا الواجب العيني المتعلق بحقوق العباد، أولى شرعًا، حيث إن "حقوق الله تعالى مبنية على المسامحة، بينما حقوق العباد مبنية على المشاحة"، وفقًا لقواعد الفقه الإسلامي.
كما أوضحت أن الذهاب إلى الحج يُعد من الأعمال القاصرة التي يعود نفعها على المكلَّف وحده، في حين أن رعاية الأم المريضة يُعد عملًا مُتعدِّي النفع، حيث يعود بالخير على كل من الأم والولد، وهو ما يُعزز من مكانة بر الوالدين في الشرع، ويُقدم على العبادة الفردية.
وفي ختام الفتوى، شددت دار الإفتاء على أن المسلم الذي يؤخر أداء فريضة الحج لرعاية أمه المريضة لا إثم عليه، بل هو مثاب على برّه ورعايته، وعليه أن يُبادر إلى أداء الحج بعد زوال العذر واستمرار استطاعته، مشيرة إلى أن الشريعة الإسلامية توازن بين حقوق الله وحقوق العباد، وتُعلي من شأن البر والإحسان في مثل هذه المواقف.

الأكثر قراءة
-
بدء تنسيق الدبلومات الفنية 2025.. إليك التفاصيل
-
كلام من القلب.. “وما توعدون”
-
معجزة عم مجاهد.. صارع الموت لأكثر من ساعة تحت التراب
-
سعر الدولار اليوم الخميس 4 سبتمبر 2025
-
تجدد خصومة ثأرية ينهي حياة شخص بقرية كوم انجاشة في أسيوط
-
أسعار الذهب اليوم الخميس.. صعود كبير لجميع الأعيرة
-
باولو بينتو يحسم الجدل حول مفاوضات الأهلي (خاص)
-
بدأ فك خيوطها من مصر.. سقوط "Streameast" أكبر موقع بث رياضي غير قانوني

أخبار ذات صلة
أمطار وضباب ورطوبة.. طقس الجمعة يخالف التوقعات
04 سبتمبر 2025 11:46 م
خطوات الاستعلام عن تكافل وكرامة 2025 والحصول على المعاش
04 سبتمبر 2025 11:09 م
مصطفى بكري: تهديدات نتنياهو بإلغاء اتفاقية الغاز لن تؤثر على مصر
04 سبتمبر 2025 11:05 م
"اركبوا المرسيدس".. فيديو شرح للبكالوريا يشعل الجدل و"التعليم" ترد
04 سبتمبر 2025 10:51 م
خسوف القمر 2025 السعودية.. التفاصيل الكاملة
04 سبتمبر 2025 09:11 م
مصر ترفض مخططات تهجير الفلسطينيين وتحذر من التوسع الاستيطاني في الضفة
04 سبتمبر 2025 08:58 م
ضياء رشوان: إسرائيل تدرك جيدا قوة الجيش المصري
04 سبتمبر 2025 08:32 م
خبير علاقات دولية: الدبلوماسية حررت أسرى إسرائيل بينما فشلت الآلة العسكرية
04 سبتمبر 2025 08:24 م
أكثر الكلمات انتشاراً