الخميس، 22 مايو 2025

06:29 ص

نجوى مصطفى
A A

موسم استثنائي فعلًا.. "ما هو محدش بيعمل كده"!

كان الجميع يستمتع بأجازته بعد انتهاء موسمه الكروي، كان الجميع في راحة، الحطابين في الجبال النائية والفلاحين في مزارعهم والعجائز حول نار المدفئة في ليالي الشتاء، بينما كان اللاعبين المصريون يلعبون مباريات دوري استمر حتى أغسطس في ظاهرة دفعت الجميع إلى مراقبة هذا الدوري الذي طال إلى هذا الحد، فيما حذّر الأطباء من إجهاد اللاعبين إلى تلك الدرجة ولم ينقصنا سوى منظمة الصحة العالمية لتحذر من لعب مباريات إضافية دفعت لاعبين مثل محمد عبد المنعم لاعب الأهلي السابق أن يشتكي من إرهاق الجسد وهو في عز شبابه.

لكن نحمد الله أن المسئولين عن الكرة انتبهوا لذلك جيدًا، لم يرضهم الاستمرار في هكذا وضع، اجتمعوا ساعات طويلة وقرروا أن يكون هناك دوري استثنائي من أجل تلافي كل أخطاء الماضي، فقلصوا الجولات وقسموا الدوري إلى مجموعة بطولة وأخرى هبوط وجلبوا شركة متخصصة في الذكاء الاصطناعي من أجل تنظيم قرعة دون تدخل بشري وبلا مؤجلات مع الوضع في الحسبان البطولات القارية والتوقفات الدولية للمنتخب.

في نهاية الموسم وحين تنظر إلى ما حدث فيه سنجد أنه بلا شك "دوري استثنائي"، والاستثنائية لا تعني الإيجابية بل تعني الفرادة، ولذلك هو دوري استثنائي فعلا لأنه ما من دولة في العالم تفعل ما نحن نفعله بل ولا تجرؤ على فعله وإلا عرضت نفسها لتهمة ازدراء كرة القدم، والبداية كانت مع أخطاء تحكيمية شعرنا خلالها أن اللعبة بلا قوانين وأن كل حكم يفعل ما يريد بصرف النظر عن القوانين واللوائح، ونتيجة هذا اشتكت معظم الفرق من الظلم التحكيمي.

لكن العبث الحقيقي ظهر حين تقرر لعب مباراة القمة بين الأهلي والزمالك قبل موعد اللقاء بخمسة أيام، ورغم أن القرعة بـ"الذكاء الاصطناعي" كما قيل، ورغم أن الفرق يجب ان تعرف  قبلها بمهلة كافية خاصة إذا كانت ستجلب حكّام أجانب وقد تم تحديد مهلة 15 يوم لهذا الطلب، لكن في النهاية هذا ما حدث وترددت أنباء قوية أن موعد اللقاء كان نتيجة مناسبته لتوقيت سيحقق أرباح مالية كبيرة لأنه في شهر رمضان وبين قطبي الكرة المصرية بما يملكان من جماهير كبيرة، هكذا أمام المال والأرباح ضربنا بالقرعة وحق الأندية في معرفة اللقاءات المقبلة واللوائح المنظمة عرض الحائط.

وبجملة "الاستثناء" تم إلغاء الهبوط في آخر جولتين من الموسم المفترض أنه يخضع لقواعد اتفق عليها الجميع قبل البدء، لكن بما انه "استثنائي" يمكننا إلغاء الهبوط أيضًا، بل إن تقسيم المباريات خلال الموسم المقبل كما بتردد وعدد الفرق بعد 4 سنوات يقول أننا ندور في دائرة مغلقة فلا نحن قادرين على الوصول لنقطة نبدأ منها أو نبتكر شئ جديد يمكننا من الابتكار.

أما الصورة الأوضح على استثناء الموسم هو أننا على وشك آخر جولة، وهناك ثلاث  أندية من أندية القمة يبحثون في ساحات المحاكم الرياضية عن من ينصفهم، الأهلي الذي يرى أن خصم 3 نقاط منه ظلم يجب رفعه، بيراميدز والزمالك يريدان خصم 6 نقاط من الأهلي، وفي وسط كل هذا هناك أندية لها مطالب أخرى وإن لم تلجأ إلى المحاكم، غاب القانون والتنظيم واللوائح فظهر هذا العبث الكروي ولا أحد يعرف أي شيء وماذا لو حكمت محكمة رياضية بعكس ما يحدث الآن هل سنعيد مباريات الدوري بعد حسم اللقب وفوز البطل؟

وحتى لا يفهم أحد أنني انحاز في قرار ما أو أفضل طريقة ما، تلك أمور قانونية تحسمها اللجان المختصة وتطلع عليها الأندية بطبيعة الحال، لكن الحديث عن تطبيق القرار أي كان نوعه أو الفريق المستفيد، لكن أن نطبق في بداية الموسم شئ ونتخلى عنه في نفس الموسم هو "استثناء لم يفعله غيرنا".

search