الخميس، 22 مايو 2025

06:04 ص

أمل دنقل.. حكاية الأسمر الغاضب الذي رفض التصالح

أمل دنقل

أمل دنقل

ورث الشاعر الراحل أمل دنقل حب الشعر من والده، الذي امتلك مكتبة ضخمة في منزله، حملت بين طياتها تراثا ثقافيا وفقهيا، جعل من أمل مُحبًا للمعرفة وشغوفًا بالقراءة ومعرفة المزيد. 

ارتبط أمل دنقل بوالده كثيرًا، وأصبح يرى الحياة من خلاله ومن خلال مكتبته الضخمة، فكان طبيعيًا أن يدخل في حالة من التأثر والعُزلة بعد وفاته وهو لم يُتمم العاشرة من عمره بعد. 

أمل دنقل، الذي توافق اليوم ذكرى وفاته الـ 42، استمر على نهج أبيه الذي كان يكتب الشعر العمودي، وتشكلت اللبنة الأولى للشاعر الراحل من ذكرياته مع والده، وحتى بعد وفاته ومرور سنوات، اكتسى شعر دنقل بالحزن الشديد، وهو ما ميز أغلب أشعاره. 

لماذا أمل؟

سُمي أمل دنقل بهذا الاسم، على الرغم من كونه شائعًا في مصر أكثر بين الفتيات، بعدما ولد في نفس العام الذي حصد شهادة عالمية، فأسماه بهذا الاسم تيمنًا بالنجاح وأمًلا منه. 

الرحيل للقاهرة 

أمل دنقل ولد عام 1940 بقرية القلعة في محافظة قنا، ورحل بعد وفاة والده بسنوات للقاهرة بعد إنهاء دراسته الثانوية في قنا، وفي القاهرة التحق بكلية الآداب، ولكنه انقطع عن الدراسة من أجل العمل موظفًا بمحكمة قنا ثم جمارك السويس والإسكندرية، ثم موظفًا بمنظمة التضامن الأفروآسيوي.

أحب أمل دنقل الشعر لدرجة جعلته يخالف معظم المدارس الشعرية في الخمسينات، واستوحى قصائده من رموز التراث العربي، وعاصر أحلام العروبة والثورة، ثم صدمة المصريين في 1967.

لا تصالح

أشهر قصائد أمل دنقل على الإطلاق، قصيدة "لا تصالح"، والتي صرخ بها ضد معاهدة السلام، وتقول القصيدة:
لا تصالحْ!
ولو منحوك الذهب
أترى حين أفقأ عينيك
ثم أثبت جوهرتين مكانهما..
هل ترى..؟
هي أشياء لا تشترى..:
ذكريات الطفولة بين أخيك وبينك،
حسُّكما فجأةً بالرجولةِ،
هذا الحياء الذي يكبت الشوق.. حين تعانقُهُ،
الصمتُ مبتسمين لتأنيب أمكما.. وكأنكما
ما تزالان طفلين!
تلك الطمأنينة الأبدية بينكما:
أنَّ سيفانِ سيفَكَ..
صوتانِ صوتَكَ
أنك إن متَّ:
للبيت ربٌّ
وللطفل أبْ
هل يصير دمي بين عينيك ماءً؟
أتنسى ردائي الملطَّخَ بالدماء..

أبرز دوواينه 

يمتلك أمل دنقل 6 دوواين شعرية هي "البكاء بين يدي زرقاء اليمامة"، و"تعليق على ما حدث"، و"مقتل القمر"، و"العهد الآتي"، و"أقوال جديدة عن حرب بسوس"، و"أوراق الغرفة 8"، و"أحاديث في غرفة مغلقة". 

مرض ووفاة 

أصيب أمل دنقل بالسرطان، وعانى معاه 3 سنوات، وكتب عن معاناته مع المرض بمجموعة "أوراق الغرفة 8" وهي رقم غرفته في المعهد القومي للأورام، ثم توفي في 21 مايو 1983.
 

search