السبت، 24 مايو 2025

03:48 م

صحف إيطاليا تحتفي بلقب نابولي بمشاعر استثنائية

نابولى

نابولى

بعد منافسة مثيرة وصلت إلى اللحظات الأخيرة، توج نابولي، بلقب الدوري الإيطالي للمرة الرابعة في تاريخه، لكن المفاجأة أن هذا الانتصار جاء وسط صراعات وأحداث شكلت مفارقة في عالم الكرة الإيطالية، حيث كانت النتيجة ليست حاسمة فقط، بل مثيرة للجدل أيضًا.

في الجولة 38 والأخيرة من مسابقة الكالتشيو، تغلب نابولي على كالياري بهدفين نظيفين، ليصل إلى النقطة 82 في الصدارة، متفوقًا بفارق نقطة وحيدة عن إنتر ميلان الذي انتصر بدوره على كومو بهدفين دون رد. 

وعلى الرغم من فوز الإنتر، فلم يكن ذلك كافيًا لسحب اللقب من نابولي الذي استغل الفرصة ليعيد مجد مدينة الجنوب الإيطالي بعد غياب طويل.

ممكلة نابولى 

الصحافة الإيطالية التي غالبًا ما تتسم بالتحفظ، فاجأت الجميع بتغليف هذا اللقب بصور ومشاعر استثنائية، فصحيفة "لا جازيتا ديلو سبورت" لم تكتف بالاحتفاء بل اعتبرته "مملكة نابولي"، وهو تعبير يعكس التفرد والسيطرة التي استعرضها الفريق هذا الموسم، مستعيدًا مجد أساطير مثل دييجو مارادونا، الذي أصبح اسمه مرتبطًا بملعب الفريق.

حدث جليل

على الجانب الآخر، جاء تعليق "كوريري ديلو سبورت" أقل تهدئة، حيث وصفت ما حدث بأنه "حدث عظيم"، وهو وصف يشير إلى أن الانتصار لم يكن سهلاً بل جاء نتيجة جهد وتحدي كبير، خصوصًا مع المنافسة القوية من جانب إنتر ميلان. 

هذا التوصيف يعكس مدى التوتر الذي شهدته البطولة والتي أثارت حماسة الجماهير حتى الثواني الأخيرة.

سكوديتو مجنون!

أما صحيفة "توتو سبورت" فقد اختارت عنوانًا أكثر جرأة، وأطلقت على لقب نابولي تسمية "سكوديتو مجنون"، في إشارة إلى الصراع المحتدم، والدراما التي رافقت نهاية الدوري. 

هذا الوصف يوضح مدى التقلبات والضغط النفسي الذي عايشه الفريقان خلال الموسم، وأهمية هذا الإنجاز الذي جاء بعد معاناة واشتباكات عديدة على قمة الترتيب.

من ناحية المدربين، استحق أنطونيو كونتي، الإشادة الكبيرة، فهو أصبح أول مدرب في تاريخ الدوري الإيطالي يتوج باللقب مع ثلاثة أندية مختلفة، حيث سبق له أن حقق اللقب ثلاث مرات مع يوفنتوس، ومرة واحدة مع إنتر ميلان، ثم مرة مع نابولي، وهو إنجاز يضعه في مصاف أساطير التدريب في إيطاليا. 

هذا الرقم القياسي يعكس موهبته الفريدة في إدارة الفرق وقراءة المباريات، إضافة إلى قيادته لفرق عريقة في كرة القدم الإيطالية.

والمشهد كله يعكس تناقضات كرة القدم الإيطالية؛ حيث الفرح الكبير والمكافآت العاطفية تقابلها المنافسة الشرسة، والضغوط التي تخلقها البطولات الكبرى. 

نابولي، برغم كل التحديات، أثبت أنه يستحق أن يكون في القمة، ليس فقط بالأرقام ولكن بالروح القتالية التي ظهر بها طوال الموسم، مستعيدًا بذلك مكانته بين الكبار في عالم الكالتشيو.

وهكذا، لم يكن لقب الدوري الإيطالي مجرد فوز عادي، بل كان تجسيدًا لدراما رياضية مليئة بالتقلبات، وأيضًا مناسبة للاحتفاء بمدرب تاريخي، وفريق شكل ملحمة في الكرة الإيطالية.

search