الإثنين، 16 يونيو 2025

02:24 ص

عبدالرحمن ناصر

عبدالرحمن ناصر

A A

خناقة المنيا.. ماذا حدث!!؟

في عام 2006 كنت بالجامعة وشأني كشأن كل أبناء قريتي "شطوره" الواقعة شمال سوهاج، نعمل في فترة الإجازة لنحصل على مصاريفنا كي لا نكون عبئا على الأهل، أتذكر وقتها ما حدث وتحديدا في أحد قرى المنصورة، حيث كنا نعمل بشركة لتركيب شبكات المحمول، في أحد الحقول القريبة من المنازل هناك وكان بالجوار مسجد واليوم كان الجمعة. 

ذهب الرفاق إلى الصلاة وبقيت وحدى كحارس للمعدات التي نعمل عليها وهذا طبيعي جدا حتى انتهت الخطبة وأقيم للصلاة وبعدها نادى المنادى من مكان قريب، ليستنجد بأهل القرية، وكان النداء للأسف ضدنا نحن اللذين تركنا الجنوب لنبحث عن لقمة عيش في الشمال، وكأننا فوج إسرائيلي أتى للمنصورة على حين غرة من أهلها ليسفك الدماء ويهلك الحرث والنسل. 

خطيب الجمعة عبر مكبر الصوت قال: يا أهالى البلد فيه ناس أغراب بيركبوا شبكة محمول من اللى بتقتل البهايم وتموت الأطفال، يا أهالي القرية كلنا لازم نطلع على دار الحج عبد القوى ونروح نكسر اللى بيعملوه على دماغهم.

إلى هنا انتهى النداء وخمس دقائق فقط وجدنا القرية كلها تحاربنا حتى جدنا "عبد القوى" لم نسلم منه حيث ألقى بعض معدات الونش اليدوى فى المصرف القريب من الحقل وانتهى اليوم بهذه الكارثة وتدخل الشرطة، بالطبع لم ينته اليوم إلا بعد أن قفذت فى المصرف وأحضرت بعض المعدات التى تم إلقاؤها لأننى كنت الوحيد الذى يجيد السباحة.

بالأمس تابعت صفحات كثيرة جدا بعضها مشبوه بكل تأكيد لأن صيغة الأخبار كلها تؤكد أن هناك فتنة طائفية بين عشية أو ضحاها بمحافظة المنيا ، تابعت الهتافات التي نادى بها المحتجون على شبكة المحمول في المنيا معظمها كان يهتف "مش عاوزين شبكة المحمول " إلا أن الصفحات التي نشرت الأخبار كتبت هتافات تقول مش عاوزين أقباط في البلد ، وبعيدا عن ذلك نحن كمصريين لا نستغنى أبدا عن إخواننا الأقباط واصدقاؤنا الذين تسيل دماؤهم معنا دفاعا عن مصر. 

تلك الخناقة أكرر بكل تأكيد أنها خناقة وقد رأيت مثلها ولكن بشكل عكسي، حدثت في سوهاج بين مسلمين وبعضهم من أجل الحصول على الشبكة نفسها إذ تقاتل الجيران من أجل أن يحصلوا على الشبكة في منزلهم وذلك للعديد من المزايا التي تعطيها الشركات لمن يستقبل تركيب محطة التقوية أعلى منزله أو بحقله.

هنا في المنيا لم تكن المشكلة أبدا في الشبكة ولم يكن الخوف منها هو الدافع والمحرك للأحداث بل كلا الطرفين يريد الحصول على مزايا محطة التقوية ، وهذا طبيعي ويحدث لكن غير الطبيعي، هو تلك الصفحات التي روجت للفتنة بهذا الأسلوب القذر وهو سلوب ليس جديد بل ندركه ونعرفه جيدا والأجهزة الأمنية أيضا تعرفه أكثر منا لأنه حدث من قبل ، جاءت مطرانية الأقباط الأرثوذكس بالمنيا شاهدة بالحق وبكل مسؤولية وطنية أعلنت أن الأحداث ليست طائفية.

تلك الالاعيب الشيطانية المدسوسة والمدروسة جيدا حدثت من قبل ومثلها الكثير، فمثلا في عام ١٩٧٢ قامت مظاهرات بالجامعات تطالب بمواجهة إسرائيل على الفور والآن ، وهذا شيء طبيعي وجيد أيضا في حياة الشعوب، غير الطبيعي هو ما حدث بعد ذلك وهو 
جاءت رسائل عديدة لصناديق بريد مجموعة من الشخصيات الحساسة والمسؤولين في مصر تطالب بالآتي 

حقوق سياسية للأقباط 

تمثيل برلماني 

الظهور في الإعلام 

كوتة للأقباط فى القضاء والقوات المسلحة والجهات الأمنية، حيث كانت الرسائل جميعها موقعة بإسم مريب وغريب لا يوجد أصلا فى مصر وهو “مجلس الكنائس العالمى”.

الجميل في الأمر أن الأقباط المصريين نفسهم رفضوا ذلك جملة وتفصيلا لأنهم يدركون المسؤولية وقادة كثر من الإخوة الأقباط بالقوات المسلحة يدركون في ذاك التوقيت أننا مقبلون على حرب التحرير لا محالة.

وتتبعت الأجهزة الأمنية في عهد السادات تلك الخطابات لتجد أنها مكتوبة بالأحرف وعلى أوراق لا تستخدم ابدا في مصر، ومع تكثيف عمليات البحث اتضح أن تلك الأوراق تستخدم في إسرائيل بل طبعت بمطابع إسرائيل نفسها وتم دسها عبر بعض عملاء الموساد، وقد أعلنت لجنة تقصى الحقائق التي شكلها مجلس الشعب وقتها في بيان رسمي نتائج ما توصلت إليه الأجهزة. 

من هنا ندرك تماما حجم الأخطار التي تحيط بنا وما هو الهدف الأساسي لتلك الصفحات المشبوهة والتي تم رصد جميعها، كان هدفها نشر الفتنة فقط وتلك الصفحات للأسف تدعى أنها صفحات إخبارية مهتمة بالشأن القبطي، ومن يدقق البحث يجد أن القائمين عليها يقيمون إما بالولايات المتحدة أو استراليا أو بعض الدول خارج جمهورية مصر العربية.. إن الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها حفظ الله مصر شعبا وجيشا ورئيسا.

search