
رسالة إلى بلوجر مخبز أكتوبر: فضحت طفلًا محرومًا جائعًا سيفضحك الله
راعني و أزعجني كثيراً ما قرأته على موقع "تليجراف مصر"، حيث طالعت منشورا على صفحة الزميل الصديق سامي عبد الراضي رئيس تحرير تليجراف مصر عن بلوجر مطاعم شهير طارد طفلاً لم يتجاوز العشر سنوات بحسب صورته المنشورة، هذا الطفل تاقت نفسه من حرمانها إلى قطعة (باتيه) في أحد المخابز والحلويات في أكتوبر، فنظر يمنة و يسرة ثم أخذها محتاجاً إليها من جوعه الذي ألهب بطنه و شوقه الذي أججه حرمانه نتيجة عدم قدرة عائلته على شراء مثلها له، و لكن هذا الدعي البلوجر الذي طارده بدراجته البخارية و أرعبه و أرهبه، حتى انقطعت أنفاس و براءة هذا الطفل، فاستسلم له و ارتعدت أوصاله حينما اتهمه ذلك الجبار بأنه لص سارق و عليه العودة إلى صاحب المخبز ليستحل منه قطعة الباتيه، لكن صاحب المخبز كان أكثر رحمة وأقرب رحما، فقد هدأ من روع الطفل و منحه أخرى و طيب خاطره و سكن من رجفته، لكن هذا السمج الدعي البلوجر قال له إن ما فعلته حراماً.
وهنا لنا وقفة معك أيها المتعالم الجاهل الجهول، هل أنت تأكل عند المطاعم والمخابز بمالك أم بمقاطع الفيديو التي تهدد بها أصحابها؟!!!
ألا تعلم أن ما تفعله هو بسيف الحياء اتقاء لشرك وتشهيرك وتعريضك بالمطاعم و أصحابها؟!!
ألم يصلك يا من تدعي العلم وأنت أخو الجهالة، قوله صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا
"يا حكيم ابن حزام إن هذا المال خضر حلو، فمن أخذه بإشراف نفس لم يبارك له فيه ومن أخذه بسخاوة نفس بورك له فيه" رواه أصحاب السنن.
وإنك وأشباهك لتأخذون طعام الناس الذي هو من مالهم بإشراف نفس، أي بتطلع إليه بسيف الحياء، فيتقون شركم من تشهير أو حسد أو ادعاء ضدهم.
ألا تعلم أيها الغافل أن الله تعالى نهى عن أكل مال الناس بالباطل؟!!
قال تعالى في سورة النساء:
{يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ لَا تَأْكُلُوٓا۟ أَمْوَٰلَكُم بَيْنَكُم بِٱلْبَٰطِلِ إِلَّآ أَن تَكُونَ تِجَٰرَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمْ ۚ وَلَا تَقْتُلُوٓا۟ أَنفُسَكُمْ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا (٢٩)}
فهل أنت شريك لأصحاب المطاعم ؟!!!
ثم ألا تعلم ـ و قطعاً لا تعلم ـ أن الإسلام الحنيف جعل حد الكفاف مقدماً على عقوبة حد السرقة؟!
ومنع إقامة حد السرقة إذا لم يكن ثمة كفاف للناس من أقواتهم لعيالهم.
ولكن لأنك كما قال المسيح عيسى بن مريم عليه السلام:
( إنكم لترون القشة عند الناس ولا ترون جذع النخل في عيونكم وأنفسكم)، ترى أن هذا الطفل سارق و هو المحروم الملتاع من الجوع المشتاق إلى مثلها كبقية أقرانه، و لا ترى نفسك مستحلا ما حرمه الله لأنك اتبعت الشيطان الذي زين لك ذلك، فبئس الإنسان أنت والله.
ألم يصلك قوله صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا لرجل جاءه بآخر زنى، فنهره النبي صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا و قال له: ( هلا سترت عليه كان أولى)؟!!
لكنك سلطت على الطفل الفيديو و فضحته و أهله، سلط الله تعالى عليك زبانيته يوم القيامة.
أرى أن تذهب إليه و تطيب خاطره و تعوضه، لكن طبعاً من مالك الحلال، و ليس من مال أصحاب المخابز و المطاعم، و انته عن هذه الفعال الشنيعة و اترك موضوع بلوجر فود هذا لأن مطعمك منه حرام، و قال صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا:
( لقمة من حرام في جوف العبد، لا يقبل الله تعالى له صرفاً و لا عدلا أربعين يوماً) أي لا تقبل صلاتك لا فرضا و لا سنة أربعين يوماً
فانظر نفسك وقد أعذرت إذ أنذرت.

الأكثر قراءة
-
كيف تعرف أن هاتفك يدعم الجيل الخامس؟.. خطوات بسيطة للتحقق من "5G"
-
3 أيام عمل دون نوم.. تفاصيل انتشال جثمان طبيب من الترعة بأسيوط
-
نتيجة الصف السادس الابتدائي برقم الجلوس والاسم محافظة القاهرة
-
بعد "هزة المتوسط".. زلزالان متتاليان يضربان سواحل تركيا
-
حظك اليوم الأربعاء 4 يونيو 2025.. أمسيتك مليئة بالأحاديث الشيقة
أكثر الكلمات انتشاراً