الثلاثاء، 03 يونيو 2025

11:24 ص

مسعفان مصريان ينقذان سودانية داخل مزرعة نائية بالشرقية

المسعف وحيد عبد المنعم محمد، وفني القيادة حسن محمد حسن

المسعف وحيد عبد المنعم محمد، وفني القيادة حسن محمد حسن

عبدالمجيد عبدالله

A .A

شهدت مدينة بلبيس بمحافظة الشرقية واقعة إنسانية نادرة ومؤثرة، حين تدخل فريق من المسعفين لإنقاذ سيدة سودانية باغتتها آلام المخاض داخل مزرعة نائية، حيث تمت عملية الولادة بنجاح داخل سيارة الإسعاف، في مشهد لامس وجدان كل من تابع تفاصيله، وجسّد بعمق روح الأخوة بين مصر والسودان.

تفاصيل الواقعة

وقالت هيئة الأسعاف المصرية، إن أسرة سودانية كانت لجأت إلى مصر هربًا من النزاعات والاضطرابات في بلادها، تقيم في إحدى المزارع الواقعة في زمام مدينة بلبيس. 

وأضافت الهيئة في منشور لها عبر موقع “فيسبوك”: “مع شروق يوم جديد، باغت المخاض الزوجة الشابة، التي كانت في العقد الثالث من عمرها، وبدأت تشكو من آلام شديدة دون وجود مساعدة أو إمكانات طبية قريبة”.

إنقاذ زوجته

وتابعت: “أمام الوضع الطارئ، لم يتردد الزوج، فامتطى دراجته النارية وانطلق مسرعًا في محاولة لإنقاذ زوجته، حتى صادف على الطريق نقطة إسعاف المصانع، حيث كانت سيارة الإسعاف كود 1165 متوقفة، وبداخلها طاقمها المناوب”.

وطرق الزوج باب السيارة بلهفة، فاستجاب له المسعف وحيد عبد المنعم محمد، وفني القيادة حسن محمد حسن، واللذان لم يترددا لحظة في الاستجابة لنداء الاستغاثة، مدفوعَين بشعور إنساني عميق وإحساس بالواجب، وبدون أن يطلبا أي مستندات أو إثبات هوية أو ضمانات، كان سؤالهما الوحيد: "أين الأم؟" فقادهم الزوج إلى موقعها داخل المزرعة. 

تأمين تنفس المولودة

وواصلت: “هناك، بدأ الفريق عملية نقل الأم إلى سيارة الإسعاف، لكن المخاض كان أسرع من أن ينتظر الوصول إلى المستشفى، وتولى المسعف وحيد عبد المنعم محمد عملية الولادة بكل كفاءة وهدوء، موجهًا الأم بكلمات الطمأنينة، ومساعدًا إياها على عبور اللحظة الصعبة، وبعد دقائق قليلة، علت صرخة الحياة الأولى، بولادة طفلة بصحة جيدة، وسط أجواء من التوتر الإنساني والفرح الغامر”.

وأوضحت أن المسعف قام بقطع الحبل السري، وحرص على تأمين تنفس المولودة وتجفيفها ومتابعة علاماتها الحيوية، وكذلك التأكد من استقرار حالة الأم، التي كانت بحاجة إلى كل لحظة عناية وسط هذا الظرف الطارئ.

لحظة إنسانية خالصة

وأكد رجال الإسعاف أن هذه القصة ليست مجرد خبر طبي أو واقعة ميدانية، بل لحظة إنسانية خالصة تعكس روح التضامن العربي، وتجسّد الأخلاق والمروءة المصرية، التي لا تفرّق بين جنسية أو هوية، بل تستجيب لكل من يلجأ إلى هذا الوطن في لحظة ضعف أو حاجة.

واختتمت: “مصر والسودان رباط الأخوة الذي لا تقطعه حدود ولا تنال منه الأزمات هذا ما تجلى بأصدق معانيه في هذه الواقعة التي ستحفر في الذاكرة، لا بوصفها مجرد ولادة طارئة، بل مشهدًا حيًا لأواصر المحبة والإنسانية الممتدة عبر نهر النيل”.

search