الأربعاء، 04 يونيو 2025

09:36 ص

الهوية مقابل التنوع الثقافي.. باحث يناقش ظاهرة "التعريب"

الباحث محمد حسن خليفة

الباحث محمد حسن خليفة

A .A

سلط الباحث محمد حسن خليفة عبد الواحد، المدرس بالمعهد العالي لترجمات الفنون والآداب والوسائط الفنية بأكاديمية الفنون، الضوء على إحدى أبرز الإشكاليات اللغوية المعاصرة، وهي ظاهرة التعريب، وذلك خلال مشاركته في فعاليات المؤتمر الدولي "دور الفنون في التنمية المستدامة"، ببحث علمي بعنوان "التعريب في معجم لسان العرب لابن منظور – دراسة تطبيقية".

ركزت الدراسة على رصد تطبيقي موسع لمداخل التعريب في معجم "لسان العرب"، أحد أعمدة المعاجم التراثية الكبرى في اللغة العربية، حيث ناقش الباحث الفروق الجوهرية بين مفهومي "التعريب" و"الترجمة"، مؤكدًا أن التعريب ليس مجرد نقل للكلمة من لغة إلى أخرى، بل هو تكييف ثقافي ولغوي يراعي خصوصية البنية العربية وسياقها الحضاري.

وقال الباحث: “اخترت معجم لسان العرب لأنه يشكل مرجعًا أصيلًا غنيًا بالألفاظ المعربة، ويعكس عبقرية العرب في استيعاب الوافد اللغوي دون الإخلال بهوية اللغة الأم”، مضيفًا: “نحن بحاجة في العصر الحديث إلى نهج علمي دقيق في تعريب المصطلحات العلمية والطبية والتقنية، بدلًا من الركون إلى الترجمة الحرفية أو استيراد المصطلحات الأجنبية كما هي”.

وأكد في دراسته أن هناك فراغًا في المعاجم الحديثة التي تُعنى بالتعريب وفق قواعد لغوية وثقافية واضحة، داعيًا إلى إطلاق مبادرات علمية لتأليف معاجم متخصصة تعزز قدرة اللغة العربية على مواكبة التقدم العلمي مع الحفاظ على أصالتها.

وأشار إلى أن الدراسة تأتي ضمن رؤية أكاديمية الفنون الرامية إلى تعزيز البحث العلمي ودعم الهوية اللغوية والثقافية العربية، في وقت تتسارع فيه التحديات العالمية التي قد تؤثر على مستقبل اللغة العربية ومكانتها.

يذكر أن المؤتمر الدولي شهد مشاركة نخبة من الباحثين والخبراء من مختلف الدول، وتناولت أعماله دور الفنون واللغة والثقافة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة وربطها بالقضايا المعاصرة في التعليم، والهوية، والتنوع الثقافي.

search