الخميس، 05 يونيو 2025

11:57 م

أنفاق تحت الأرض.. "هنو" يكشف تفاصيل واقعة قصر ثقافة الطفل بالأقصر

اجتماع لجنة الثقافة والإعلام بمجلس النواب

اجتماع لجنة الثقافة والإعلام بمجلس النواب

محمد لطفي أبوعقيل

A .A

كشف وزير الثقافة الدكتور أحمد هنو، عن تفاصيل واقعة الحفر داخل قصر ثقافة الطفل بمحافظة الأقصر، مؤكدًا أن التعامل مع الموقف جرى بشكل فوري وبالتنسيق الكامل مع الجهات المختصة، للحفاظ على المال العام والمنشآت الثقافية.

جاء ذلك خلال اجتماع لجنة الثقافة والإعلام والآثار بمجلس الشيوخ، برئاسة الدكتور محمود مسلم، وبحضور المستشار محمود فوزي، وزير الشؤون النيابية والقانونية والتواصل السياسي.

أنفاق وهبوط أرضي يثيران القلق

وأوضح وزير الثقافة أنه تلقى معلومات، السبت الماضي، تفيد بوجود أمر مريب داخل قصر ثقافة الطفل، وتواصل فورًا مع محافظ الأقصر المهندس عبد المطلب عمارة، الذي أكد بالفعل وجود حفريات وأنفاق تحت إحدى الشقق التابعة للقصر، مما أدى إلى هبوط أرضي وظهور حفرة مجاورة للعمارة.

وأكد الوزير أن النيابة العامة باشرت التحقيقات، بينما حضرت قوات من وزارة الداخلية لمعاينة الموقع، لافتًا إلى أنه توجه بنفسه إلى الأقصر، الأحد التالي، لتفقد الوضع ميدانيًا.

أنفاق مدعمة بدعامات وإنارة

وذكر الوزير أن المعاينة كشفت عن وجود شقتين مفتوحتين بمساحة 60 مترًا لكل واحدة، تقعان في منطقة سكنية متوسطة الكثافة، بجوار شارع شهد انهيارًا أرضيًا أدى إلى حفرة بعرض مترين تقريبًا.

وأضاف: "بالعين المجردة، تبين وجود أنفاق أسفل الحفرة، مدعّمة بدعامات خشبية ومزودة بوحدات إنارة، ما يثير تساؤلات خطيرة حول الغرض من هذه الأعمال."

تعاقد غامض وتحقيقات مع مسؤولين

أشار هنو إلى أن التحقيقات الأولية أظهرت أن رئيس إقليم جنوب الصعيد الثقافي السابق تعاقد مع شركة مقاولات لتنفيذ "أعمال صيانة مجانية" داخل الموقع، دون المتابعة أو التنسيق السليم، ما أدى إلى تفاقم الوضع.

وأكد الوزير إحالة كل من رئيس الإقليم الثقافي السابق والحالي، ورئيس فرع ثقافة الأقصر، وعدد من الموظفين إلى التحقيق، بتهمة الإهمال في المتابعة لمدة أربعة أشهر.

شقق مستأجرة وليست قصورًا

وفي سياق متصل، نفى الوزير ما يُتداول عن "إغلاق قصور ثقافة"، موضحًا أن ما تم غلقه فعليًا هو شقق مستأجرة لا ترتقي إلى مستوى القصور، إذ يبلغ عددها نحو 120 شقة بمساحات تتراوح بين 20 و80 مترًا، ويعمل بها حوالي 1200 موظف، بتكلفة تصل إلى 140 مليون جنيه سنويًا.

وأشار إلى أن بعض الشقق مغلقة منذ أكثر من 30 عامًا وتحولت إلى مخازن دون أي نشاط ثقافي، مؤكداً أنه لن يُضار أي موظف وسيُعاد توزيعهم على مواقع قريبة من محل إقامتهم.

معايير جديدة لتعريف القصر الثقافي

قال وزير الثقافة إن هذه الشقق لا تحقق الحد الأدنى من وظائف القصر الثقافي، موضحًا: "نحن بصدد وضع كود خاص بهيئة قصور الثقافة، على غرار باقي الهيئات، لضمان وجود مكتبة، مسرح، عروض أفلام، وندوات وفنون موسيقية وتشكيلية، ضمن كل قصر."

كما أعلن عن افتتاح 11 قصر ثقافة جديدًا بعد عيد الأضحى، يليها افتتاح 11 قصرًا آخر خلال العام المقبل، ضمن خطة لتطوير نحو 500 قصر ثقافة على مستوى الجمهورية.

إشادة بالتعامل الحكومي والتنسيق المؤسسي

من جانبه، أكد المستشار محمود فوزي، وزير الشؤون النيابية، أن أجهزة الدولة تعاملت مع الواقعة بمنتهى الجدية، من الجهات الأمنية إلى محافظ الأقصر، وصولًا إلى وزير الثقافة نفسه.

وشدد على أن الدولة لن تتهاون مع مثل هذه المخالفات، وستتم مواجهتها بأقصى درجات الحزم والتنسيق المؤسسي، لحماية المال العام ومنع تكرار مثل هذه الوقائع.

search