الخميس، 05 يونيو 2025

06:29 ص

من هو ماهر عواد الذي أحبته وتزوجته سعاد حسني 14 عاما حتى وفاتها؟

سعاد حسني

سعاد حسني

الكاتب الصحفي محمود مطر

A .A

يعيش ماهر عواد على ذكرياته الجميلة مع سعاد حسني. لدى الرجل كنز من الذكريات بين جدران شقته بالمعادي التي لا يغادرها كثيرا،  يعيش الرجل الذي كان آخر أزواج سعاد والذي رحلت وهي على ذمته، والذي أحبته سعاد ووثقت به بعد رحيل أستاذها ووالدها الروحي صلاح جاهين كأنها وجدت فيه روائح الجميل جاهين.

هو ماهر عواد عبد الصمد من مواليد أغسطس عام 1952 بحي بولاق الدكرور لوالد من الطبقة المصرية المتوسطة كان يعمل تاجر  تموين. في الثانوية العامة التحق بالقسم العلمي رغم أن ميوله كانت أدبية وفنية ويشغف شغفا شديدا بالسينما التي كان يعشق مشاهدة أفلامها والتفاعل مع أبطالها، وكان يحلم بالالتحاق بمعهد السينما لكن هذه الرغبة كانت اصطدمت بحلم والده، وهو أن يلتحق بكلية مرموقة.

حلم مؤجل بأمر الصحافة

حصل على مجموع  59 في المائة في الثانوية العامة لم يؤهله بالطبع لكلية مرموقة، فأعاد الثانوية وحصل على 70 في المائة فالتحق  بكلية الإعلام قسم الإذاعة والتليفزيون في أول دفعة بها وتخرج عام 1975، ونصحه أستاذه الذي كان يدرس له الدراما الدكتور فتحي زكي بعد أن لاحظ نبوغه الكبير في كتابة السيناريو بترك الكلية والالتحاق بمعهد السينما، لكن ماهر أجلّ هذا الحلم قليلا. فتخرج في الإعلام  وعمل بوكالة أنباء الشرق الأوسط محررا بقسم الديسك المحلي وأثبت كفاءة وجدارة كبيرة وحصل على عضوية نقابة الصحفيين وكان رقمه بجدول المشتغلين بالنقابة 2276 بتاريخ 14 أكتوبر عام  1979. 

وأثناء عمله بالوكالة سافر إلى عمان للمشاركة في تأسيس وإنشاء وكالة الأنباء العمانية، وعمل هناك لمدة عام فقط ثم عاد إلى الوكالة وأثناء عمله بالوكالة التحق بمعهد السينما قسم السيناريو الذي أصبح عشقه السينمائي الأول وحصل على بكالوريوس المعهد العالي للسينما بتفوق. 

السيناريست ماهر عواد، زوج سعاد حسني الأخير لمدة 14 عاما وحتى وفاتها

كلمة جارحة للكرامة

كان ماهر يسهر في شيفت عمله بالوكالة طوال الليل ثم يذهب إلى معهد السينما صباحا، ثم  حصل على إجازة رعاية والدين كان يحصل  عليها بسهولة، لكن الأمر اختلف تماما بعد زواجه من سعاد حسني، فحين ذهب لإنهاء إجراءات الإجازة فوجئ بالموظف المسئول يخبره أن مصطفى نجيب رئيس مجلس إدارة ورئيس التحرير آنذاك يريد مقابلته ودخل ماهر إلى مكتب نجيب الذي استقبله بفتور وسأله عن أسباب تجديد الإجازة، ثم قال له بطريقة غريبة: "أظن إنك الآن مش محتاج الوكالة ولا الصحافة، في تلميح صارخ إلى زواجه من السندريلا، وأنه أصبح ثريا بعد زواجه من فنانة شهيرة، وأسقط في يد ماهر عواد  وهو إنسان حساس يشبه في إحساسه ونبله وشفافيته زوجته سعاد. 
وعلى الفور  أخذ ماهر ورقة بيضاء وكتب استقالته من وكالة أنباء الشرق الأوسط. إنه  ذلك الإحساس الإنساني النبيل الذي يضحّي صاحبه بمستقبله من أجل كلمة جارحة للكرامة أطلقها صاحبها دون أن يدري.

سيناريست واعد

في مشروع تخرجه من المعهد العالي للسينما، كتب ماهر عواد سيناريو فيلم "حق عرب" الذي أنجزه  خريجو المعهد وأخرجه المخرج الموهوب زميل ماهر في المعهد  هان يان. كان السيناريو الذي كتبه ماهر لافتا جدا، وتحدّث كثيرون من أهل السينما عن سيناريست واعد اسمه ماهر عواد، ووصل الكلام عن الفيلم إلى سعاد حسني فشاهدته وأبدت إعجابها بكاتبه أمام كثير من أصدقائها، ومنهم المخرج محمد شبل، الذي نقل إعجاب سعاد حسني بموهبته إلى ماهر عواد الذي كان حريصا على التواصل التليفوني مع سعاد.

فيلم “فاشل” يجمع النجمة الكبيرة بالسيناريست

أفيش فيلم الدرجة التالتة، من كتابة السيناريست ماهر عواد، وبطولة سعاد حسني وأحمد زكي

ثم حدث اللقاء والاتفاق على فيلم كتبه ماهر، لكن لم ىيتم تنفيذه، ثم كتب ماهر لسعاد  فيلم "الدرجة الثالثة" الذي لم ينجح جماهيريا رغم تميزه الفني، لكنه نجح في الجمع بين قلبي النجمة الاستثنائية وكاتب السيناريو المبدع الموهوب، وتم الزواج في يونيو عام 1987 وعاش ماهر وسعاد زوجين متحابين تربطهما قصة حبّ ويربطهما طبع واحد وأحاسيس متقاربة وحب للعزلة والوحدة  ولمدة أربعة عشر عاما استمر زواج سعاد وماهر.
وطبعا في آخر أربع سنوات من الزواج، وتحديدا في الفترة من يوليو 1997 إلى 21 يونيو 2001، تاريخ رحيل سعاد، كانت الاتصالات التليفونية المتواصلة هي همزة الوصل بين سعاد وماهر. 
كان ماهر حريصا على تلبية كل ما تطلبه منه السندريلا التي تعيش بعيدا عن حبيبها وزوجها بآلاف الكيلومترات. كان حريصا على أن  تصل المبالغ التي خصصتها سعاد للإنفاق على بعض الأسر إلى أصحابها، على شراء  بوكيهات الورود التي كانت سعاد ترسلها إلى  صديقاتها في الوسط الفني في عيد الحب، وهو تقليد حرصت السندريلا عليه وهي تواصل فترة العلاج في لندن.  
وكان حريصا كذلك على  رعاية والاهتمام بأبناء شقيقها من أمها جلاء عبد المنعم كما أوصته السندريلا.

search