الأحد، 08 يونيو 2025

03:14 ص

مناسك الحج المتبقية في أيام التشريق.. الإفتاء توضح

الحج

الحج

محمد لطفي أبوعقيل

A .A

مع بدء أيام التشريق، يؤدي الحجاج، آخر شعائر مناسك الحج التي تحمل معها معانٍ روحية عظيمة وفرصًا ثمينة لاغتنام الأجر والثواب. 

وعلى الرغم من أن الحجاج يكونون قد أتموا معظم أركان الحج الأساسية، فإن هذه الأيام المباركة تُمثل محطة حيوية في الرحلة الإيمانية، تتمثل في المبيت بمنى ورمي الجمرات الثلاث، إلى جانب التكبير والذكر والدعاء المستمر. 

وفي هذا السياق، توضح دار الإفتاء، أهمية هذه الأيام، وتقدم إرشادات قيمة للحجاج حول كيفية استثمار كل لحظة فيها بأفضل الطاعات وأسمى الأعمال.

ما شعائر الحج المتبقية؟

بحسب ما أوضحته دار الإفتاء، فإن ما يتبقى من مناسك الحج في هذه الأيام يتمثل في المبيت بمنى ورمي الجمرات الثلاث، وعلى الرغم من أن الحاج يكون قد أنهى معظم أركان الحج، فإن هذه الأيام تُعد من أهم المحطات التي ينبغي اغتنامها بالطاعة والذكر، فهي امتداد للرحلة الإيمانية التي لا تقل روحانية عن يوم عرفة.

المبيت بمنى

المبيت بمنى خلال ليالي التشريق يُستحب للحاج، وهو سنة مؤكدة على رأي جمهور الفقهاء، بينما ذهب الحنفية وبعض الشافعية إلى أنه غير واجب؛ لأن الهدف منه هو التيسير على الحاج والتقرب إلى الله بالبقاء في المشاعر.

ويجوز للحاج، بحسب فتوى دار الإفتاء، أن يترك المبيت بمنى في حال وجود عذر أو ضرورة، ويجوز له المبيت في مكة أو في مكان آخر، اعتمادًا على المذاهب التي لا توجب المبيت، ولا إثم عليه في ذلك.

رمي الجمرات

في كل يوم من أيام التشريق، يقوم الحاج برمي الجمرات الثلاث، وهي الجمرة الصغرى (أبعد الجمرات عن مكة)، الجمرة الوسطى، وجمرة العقبة الكبرى (أقربهن إلى مكة).

ويُرمى كل منها بسبع حصيات، مع التكبير عند كل رمية، ويُستحب الوقوف للدعاء بعد رمي الجمرة الصغرى والوسطى، دون الوقوف بعد رمي الكبرى.

وقد أكدت دار الإفتاء، أنه يجوز الرمي قبل الزوال وبعده، وهو مذهب جماعة من العلماء، خاصة للحجاج من كبار السن والنساء ومن يعانون من الزحام.

متى يغادر الحاج منى؟

للحاج أن يتعجل ويغادر منى بعد رمي الجمرات في ثاني أيام التشريق (اليوم 12 من ذي الحجة)، بشرط أن يتم الخروج قبل غروب الشمس، فإن غربت عليه الشمس وهو لا يزال في منى وجب عليه البقاء لليوم الثالث (13 من ذي الحجة) ورمي الجمرات فيه، وقال الله تعالى: ﴿وَاذْكُرُوا اللهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ﴾.

وفي كلا الخيارين، من تعجّل أو تأخّر، لا إثم عليه، وإنما يتفاوت الأجر بحسب النية والاجتهاد في العبادة.

كيف تغتنم ثواب أيام التشريق؟

أيام التشريق ليست فقط محطة للراحة والتنقل، بل هي فرصة ذهبية لاغتنام الأجر عبر الذكر والدعاء والتكبير، كما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم: "أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر لله" – رواه مسلم.

أفضل الأعمال في هذه الأيام

رغم أن كثيرًا من شعائر الحج الكبرى قد أُدّيت، فإن أيام التشريق تحمل بين طياتها نفحات روحانية عظيمة لا ينبغي التفريط فيها، فكل ساعة يقضيها الحاج في منى، وكل رمية يقوم بها، وكل دعاء يرفعه في تلك الأيام، هو استثمار في رصيد الأجر الذي حمله من هذه الرحلة المباركة، ومن أفضل الأعمال في هذه الايام:

ـ الاستغفار والتكبير والتحميد.

ـ الإكثار من الدعاء.

ـ مساعدة الحجاج وتيسير أمورهم.

ـ الصلاة في وقتها والمحافظة على النوافل.

ـ التروي والتأمل في نعم الله، وتذكُّر فضل التوبة والاستقامة. 

search