الأحد، 08 يونيو 2025

09:03 م

تقلبات مرتقبة وتحذيرات جديدة.. هل فقد الدولار جاذبيته؟

الدولار الأمريكي

الدولار الأمريكي

تشهد الأسواق المالية العالمية موجة جديدة من التقلبات منذ عودة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى منصبه، الأمر الذي أعاد الدولار إلى بؤرة التقييم والمراجعة من قبل المستثمرين والمحللين على حد سواء.

وبحسب تقرير حديث صادر عن بنك يو بي إس (UBS)، فإن التحركات الأخيرة في الأسواق لا تعكس فقط المخاوف المتعلقة بالنمو الاقتصادي والتضخم والسياسة النقدية، بل ترتبط أيضًا بإعادة تقييم المستثمرين لنسبة الأصول المقومة بالدولار داخل محافظهم الاستثمارية.

من جانبه قال كبير الاقتصاديين في يو بي إس، دين تيرنر: "الكثير من الحركة التي شهدناها كانت نتيجة تساؤل المستثمرين عن نسبة الأصول التي يرغبون في الاحتفاظ بها بالدولار الأمريكي"، مشيرًا إلى أن هذا الاتجاه ساهم في الضغط على الدولار، في وقت ارتفعت فيه عوائد السندات الأمريكية طويلة الأجل، وتحسن أداء الأسهم الأوروبية.

وشهد الجنيه الإسترليني بدوره تقلبات حادة، حيث تراجع من مستوى 1.25 إلى نحو 1.20، قبل أن يتعافى إلى حدود 1.35، مما يعكس حالة عدم اليقين المتزايدة.

ووفق تيرنر، فجاذبية الدولار كملاذ آمن آخذة في التراجع، خاصة مع تنامي عدم اليقين السياسي في الولايات المتحدة نفسها، وقال: "في عالم اليوم، حيث أصبحت الولايات المتحدة مصدرًا لعدم الاستقرار، فإن جاذبيتها كملاذ آمن بدأت تتلاشى".

ورغم ذلك، حذر من التخلي الكامل عن الدولار، نظرًا لحجمه الهائل وسيولته الفائقة، ما يجعله عملة يصعب استبدالها بالكامل على مستوى العالم.

وتوقع تيرنر، استمرار ضعف الدولار خلال الأرباع القادمة، في ظل استمرار العجز في الميزانية والتجارة، إلى جانب استمرار الغموض السياسي.

وبالنسبة للمستثمرين، خاصة في المملكة المتحدة، أكد تيرنر، على أهمية إعادة تقييم التعرض للعملة الأمريكية، لاسيما أولئك الذين يعتمدون على الدولار لتغطية التزامات بالجنيه الإسترليني، موضحًا أن انخفاض الدولار قد يعني ارتفاع التكاليف، ما يستدعي إعداد خطط لحماية المحافظ من أسعار صرف غير ملائمة.

واقترح تيرنر، إعادة توجيه النقد بالدولار نحو عملات دورية مثل الدولار الأسترالي، والنيوزيلندي، والكرونة السويدية، والكرونة النرويجية، أو ملاذات آمنة ذات عائد منخفض مثل الفرنك السويسري والين الياباني، كما يمكن النظر في عملات الأسواق الناشئة مثل الريال البرازيلي، والبيزو المكسيكي، والراند الجنوب أفريقي.

وأشار إلى أن الذهب لا يزال خيارًا مناسبًا لتنويع المحفظة، رغم غياب العائد، نظرًا لدوره التاريخي كتحوط ضد المخاطر الجيوسياسية والتضخم، مضيفًا: "ما زلنا نعتقد أن التخصيص له معنى"، مؤكدًا أهمية تنويع مصادر الاحتفاظ بالقيمة بعيدًا عن الدولار الأمريكي في هذه المرحلة.

search