الأحد، 15 يونيو 2025

09:29 م

"نفسي عيالي يدخلوا مدارس".. أميرة بائعة خردة في ثوب الرجال

أميرة

أميرة

داليا أشرف

A .A

في إحدى مناطق الإسكندرية، يظهر شابا ضئيل الحجم يرتدي قبعة ويحمل على ظهره “كيس أسود” متهالك به ما يصلح لأن يكون “خردة”، وينادي عليه المارة لالتقاط العلب المعدن اعتقادا منهم أنه شابا، لكن المفاجأة مع اقتراب الشاب تتبدل الملامح المخفية تحت الملابس الرجالية لتظهر فتاة عشرينية تدعى “أميرة”.

أميرة في ثوب الرجال 

"أميرة" التي لم يكن لها من اسمها نصيب، تزوجت وهي بعمر الـ18 عام، من زوج يقترب على الأربعين عام، وأنجبت منه ثلاثة أبناء، أكبرهم تبلغ من العمر تسع سنوات.

قبل أن تتجول في الشوارع، كانت أميرة تعيش حياة لا بأس بها، حتى قرر زوجها تركها هي وأطفالها وحدهم في الدنيا، إذ تعرف على بعض الأصدقاء الذين كانوا سببًا في خسارته لأمواله وصحته، بحسب ما قالت أميرة لـ "تليجراف مصر".

أميرة 

منذ سنوات وأميرة مُعلقة، لم تهتم بزواجها أو تكن تحت قوامة زوجها، وكذلك لم تنفصل، فظلت طريدة في الشوارع لا تستطيع الرجوع إلى زوجها أو العودة إلى والديها كون حالهما لم يكن أفضل حالا من وضعها مع أبناءها الثلاث.  

عملت أميرة في قهوة بمنطقتها، ولكن نظرات الرجال لم ترحم ضعفها ووحدتها، فاضطرت لتركها وافترشت الأراضي لبيع النعناع والخُضرة، ولكن لم يمش الحال أيضًا، حتى قادها القدر إلى "لم الخردة"، وجدتها مهنة لا بأس بها، خاصة أنها لم تحظ بالتعلم، فاستأجرت "تروسكل" مقابل بيع الخردة، وأصبحت تجوب به شوارع الإسكندرية، ولكن بثوب الرجال حتى تتخلص من أي نظرة طامعة بها.

على الرغم من صعوبة المهنة، فإن "التروسكل" جعلها سهلة على أميرة، حتى تهالك في حادث، واضطرت تذهب إلى عملها وتجمع خردتها سيرًا على الأقدام، حاملة الشوال على ظاهرها.

تقول أميرة: "مش مضايقة أن الناس بتفكرني راجل، المهم عيالي ياكلوا، تقريبا بجمعلهم في اليوم من 50 لـ 100 جنيه".

واختتمت حديثها قائلة: "كل اللي نفسي فيه إن عيالي يتعلموا، نفسي يدخلوا مدارس لكني ممعيش المقدرة.. أنا لوحدي في الدنيا ولايصة بيهم ونفسي ميطلعوش زيي".

search