في يوم مناهضة الختان.. "بدور وميار وسهير" وجوه بريئة قضت عليها الجريمة

في الرابع عشر من يونيو من كل عام، تحيي مصر اليوم الوطني لمناهضة ختان الإناث، وهي مناسبة ترتبط بذكرى أليمة لا تزال محفورة في وجدان المجتمع المصري، حين فقدت الطفلة بدور أحمد شاكر حياتها عام 2007 بعد خضوعها لعملية ختان أودت بها إلى الموت، نتيجة جرعة تخدير زائدة.

صرخة بدور

بدور، التي كانت لم تتجاوز الصف السادس الابتدائي، أصبحت رمزًا لانطلاقة حقيقية ضد هذه الجريمة المسكوت عنها طويلًا، والتي ترتكب بحق الفتيات باسم العادات أو التقاليد أو المفاهيم الدينية الخاطئة. 

دفعت وفاتها إلى حراك مجتمعي أعاد التأكيد على أن ختان الإناث جريمة تنتهك إنسانية الطفلة وحقها في الحياة.

مآسي متكررة

رغم الجهود القانونية والدينية والمجتمعية، لم تتوقف المأساة، ففي عام 2016، تكررت الفاجعة، وهذه المرة مع الطفلتين سهير الباتع من محافظة الدقهلية، وميار محمد موسى من محافظة السويس، واللتين توفيتا بعد إجراء عمليات ختان داخل منشآت طبية خاصة.

المدهش أن الأطباء المتهمين في الحالتين حاولوا التنصل من الجريمة، مدّعين أنهم أجروا عمليات لإزالة "زوائد جلدية" بدعوى وجود روائح كريهة، في محاولة لتجميل ما هو في جوهره تشويه للأعضاء التناسلية الأنثوية المحظور قانونًا وإنسانيًا.

أحكام قضائية 

ومع أن القضاء تناول القضيتين، فقد جاء الحكم مخيبًا للآمال في البداية، ففي قضية "سهير"، صدر أولًا حكم بالبراءة، ثم تم تعديل الحكم إلى حبس الطبيب ثلاثة أشهر فقط.

أما في قضية ميار، فتم الحكم على الطبيب بسنة حبس مع إيقاف التنفيذ.

الرقابة على المنشآت الطبية 

وفي هذا اليوم، الذي يوافق مرور 18 عامًا على وفاة الطفلة بدور، تتجدد الدعوة لتكثيف الجهود لمواجهة جريمة ختان الإناث، من خلال تشديد العقوبات، وتفعيل الرقابة على المنشآت الطبية، وتوسيع حملات التوعية المجتمعية.

وتأكيدًا لهذا التوجه، أعلنت النيابة الإدارية تخصيص قنوات مباشرة لتلقي شكاوى تتعلق بجرائم تشويه الأعضاء التناسلية للإناث، عبر البريد الإلكتروني الرسمي للوحدة المعنية: [email protected]، أو من خلال تطبيق واتساب على الرقم: 01501000884، استمرارًا لدورها في محاسبة المخالفين وتعزيز حماية الطفلات والنساء من كل أشكال العنف.