الثلاثاء، 17 يونيو 2025

02:41 ص

نمو هش وتضخم مرتفع.. مستقبل قاتم للاقتصاد العالمي

تباطؤ الاقتصاد العالمي

أصدر بنك "بي إن بي باريبا" تقريرًا حديثًا بتاريخ 16 يونيو 2025، حذر فيه من دخول الاقتصاد العالمي مرحلة جديدة تتسم بالتباطؤ والتفاوت بين القوى الكبرى، في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية واستمرار الضغوط التضخمية.

تباطؤ في النمو الأمريكي

أشار التقرير إلى أن الاقتصاد الأمريكي سجل انكماشًا طفيفًا بنسبة 0.1% خلال الربع الأول من العام الجاري، مع توقعات بتحقيق نمو محدود لا يتجاوز 0.9% في الربع الثاني، ما دفع البنك إلى خفض توقعاته لمعدل النمو السنوي إلى 1.7%، مقارنة بنمو قوي بلغ 2.8% في عام 2024.

وأوضح التقرير أن هذا التراجع يعود إلى ضعف الاستهلاك وتصاعد النزاعات التجارية، رغم الجهود الحكومية لدعم الأسواق.

التضخم الأمريكي مرشح للارتفاع

رجح التقرير ارتفاع معدل التضخم في الولايات المتحدة من 2.7% إلى 3.5% بحلول منتصف 2026، ما يعزز التقديرات بأن الاحتياطي الفيدرالي لن يجري تغييرات على أسعار الفائدة خلال 2025، لتظل بين 4.25% و4.5%.

تراجع النمو في الصين

أما في الصين، فتوقع البنك تباطؤ النمو إلى ما دون 5%، بسبب ضعف الطلب المحلي وتراجع الصادرات، مشيرًا إلى أن الإجراءات التحفيزية الحكومية لم تنجح بعد في استعادة الثقة الاستهلاكية، وسط استمرار الضغوط الانكماشية.

تعافٍ حذر في منطقة اليورو

في منطقة اليورو، لفت التقرير إلى مؤشرات انتعاش مدفوعة بزيادة الإنفاق الدفاعي وبرامج التحفيز، خصوصًا في ألمانيا. إلا أن البنك حذر من أن هذا النمو التدريجي خلال 2025 يظل عرضة لمخاطر النزاعات التجارية مع الولايات المتحدة وتباطؤ الاقتصاد الصيني.

وفي فرنسا، سجل الاقتصاد نموًا طفيفًا بنسبة 0.1% في الربع الأول، مع توقعات بوصوله إلى 0.6% بنهاية العام، بينما انخفض معدل التضخم إلى 0.9% مقارنة بـ 2.3% في 2024.

انتعاش نسبي في بريطانيا

توقع التقرير أن يسجل الاقتصاد البريطاني نموًا بنسبة 1.2% هذا العام، مدفوعًا باتفاق تجاري جديد مع الولايات المتحدة وزيادة الإنفاق الدفاعي. إلا أن معدلات التضخم لا تزال مرتفعة نتيجة نمو الأجور، وسط توجه بنك إنجلترا نحو خفض تدريجي للفائدة.

نمو ضعيف في اليابان

وفي اليابان، قدر البنك نموًا محدودًا لا يتجاوز 0.7% خلال 2025، رغم ارتفاع الأجور، مرجعًا ذلك إلى ضعف الاستهلاك وهيكل الطلب المحلي. وأشار إلى أن البنك المركزي الياباني يواصل سياسة التشديد النقدي بحذر.

تحديات عالمية معقدة

واختتم "بي إن بي باريبا" تقريره بالتأكيد على أن الاقتصاد العالمي يشهد تباينًا كبيرًا في مصادر النمو، موضحًا أن التضخم لم يعد ناجمًا فقط عن السياسات النقدية، بل أصبح نتيجة لتداخل عوامل متعددة من بينها الأجور والسياسات المالية والتجارية، ما يزيد من صعوبة مهمة البنوك المركزية في كبحه.

search