الأحد، 22 يونيو 2025

07:17 م

الوزير: العلمين نموذج متكامل للمدن المستدامة و135 شركة مصرية قادت تطويرها

 الفريق كامل الوزير وزير النقل والصناعة

الفريق كامل الوزير وزير النقل والصناعة

محمد لطفى أبوعقيل

A .A

أكد وزير النقل والصناعة، كامل الوزير، أن الرئيس عبدالفتاح السيسي كانت رؤيته منذ البداية واضحة، وتهدف إلى بناء مصر الحديثة، والوصول إلى الجمهورية الجديدة، بكل ما تحمله من تطور وعمران في مختلف المجالات.

وقال كامل الوزير، خلال كلمته في فعاليات الدورة العاشرة من مؤتمر "بناة"، اليوم الأحد، إنه كان يتمنى عقد المؤتمر في ظروف أفضل، خاصة في ظل ما تعانيه المنطقة من أزمات وصراعات.

وأوضح أن الرئيس السيسي كان دائم التحذير من هذه التحديات التي تمر بها المنطقة، وأن هدفه الرئيسي كان ولا يزال هو تطوير الدولة المصرية وبناؤها على أسس قوية.

العمران لا يقتصر فقط على التشييد

وأضاف وزير النقل أن مفهوم العمران لا يقتصر فقط على التشييد والإسكان، بل يشمل الدولة بالكامل، من بناء للإنسان والمؤسسات، تطوير للاقتصاد، والنهوض بجميع القطاعات.

وأكد أن توجه الدولة في المنطقة هو توجه يحض على السلام، وأن السلام لا يمكن أن يتحقق إلا بوجود قوة تحميه، ولهذا كان من الضروري تسليح الجيش المصري.

وأوضح أن الرئيس السيسي دائمًا ما يردد: “نحن دولة مسالمة، نبحث عن السلام، ونركز على بناء الوطن والشعب، والدولة تعمل برؤية واضحة، تضع نصب أعينها دائمًا البناء والسلام كمسار رئيسي، وأن الصناعة والبناء هما الأساس الحقيقي للتنمية”.

وأشار إلى أن الدولة المصرية، ومنذ عام 2011، كانت تُشرف على عمليات البناء والتنمية في البلاد، وأنه عندما تولى حقيبة وزارة النقل، كان يعمل ضمن منظومة متكاملة بالتنسيق مع وزارة الإسكان، التي وضعت خططًا لمشروعات ضخمة مثل الأتوبيس الترددي والقطار الكهربائي السريع.

تخطيط عمراني متكامل

وأكد الوزير أنه في السابق، كانت مصر تقوم بإنشاء المدن أولًا ثم تبحث عن الطرق المؤدية إليها، أما الآن فالأمر اختلف تمامًا، حيث يتم تنفيذ منظومة نقل وتخطيط عمراني متكاملة، تجمع بين إنشاء المدن والبنية التحتية معًا.

وأوضح أن وزارة النقل نفذت عددًا كبيرًا من مشروعات الطرق التي ربطت محافظات مصر ببعضها البعض، مشيرًا إلى أن تطوير طريق الصعيد – الإسكندرية، هو تطوير شامل وليس مجرد إنشاء جديد، كما أن الوزارة لم تتوقف عن تنفيذ مشروعات البنية الأساسية، والتي تُستخدم لخدمة قطاعات حيوية مثل السياحة، والزراعة، والصناعة.

وشدد الوزير على أهمية إنشاء المناطق الصناعية كأحد المرتكزات الرئيسية لضمان استدامة المدن الجديدة، مثل المدينة الصناعية في رأس الحكمة وجرجوب، التي من المقرر أن تبدأ العمل خلال العام المقبل.

وأكد أن المدن الصناعية ستكون الظهير الصناعي للمدن العمرانية الحديثة، بما يسهم في تحقيق التكامل بين أماكن السكن وفرص العمل.

العلمين الجديدة نموذج للمدن المستدامة

ولفت إلى أن مصر كانت قد أعلنت منذ عامين عن أن مدينة العلمين الجديدة ستصبح مدينة مستدامة، وها هي اليوم تمثل نموذجًا متكاملًا للمدن المستدامة، التي توفر بيئة متكاملة للعيش والعمل، وتعكس رؤية الدولة في بناء مدن حديثة تحقق التنمية الشاملة.

وأوضح الوزير أن المصريين هم من قاموا بعملية التطوير، من خلال شركات وطنية وقطاع خاص مؤمن ببلده، مشيرًا إلى أن هذه الشركات قامت بتجهيز العاملين وشراء المعدات وتحملت التكاليف للمشاركة في عملية البناء، وأن مصر لديها حاليًا نحو 135 شركة مصرية ساهمت في عمليات التطوير، وتعمل حاليًا في مشروعات دولية، وهو ما يُعد أحد أسرار نجاح النموذج المصري.

وعن مسألة التمويل، أكد الفريق كامل الوزير أن القروض تُعد من أدوات التطوير، وأن مصر لديها موازنة محدودة، في حين أن المشروعات القومية الكبرى تحتاج إلى تمويلات تُقدر بعشرات الأضعاف، ولذلك فإن الدولة تلجأ إلى القروض الميسرة، التي تكون معدومة الفوائد وعلى فترات سداد طويلة.

وأوضح أن القرض لا يعتبر عبئًا طالما يتم توجيهه إلى مشروع إنتاجي أو خدمي يرجع عائدًا اقتصاديًا واضحًا، مشيرًا إلى أن مصر تعتمد على هذا النموذج، فعند تنفيذ مشروع ميناء أو محطة، يتم التعاقد مع شركات أجنبية لتشغيلها، وتحصل الدولة على دفعة مالية مقدمة كبيرة تُستخدم في تمويل المشروع، ما يجعل القروض وسيلة فعّالة وليست عبئًا.

مصر تسير في طريق السلام

وشدد على أن الدولة المصرية لم تتوقف عن العمل، ولم تنجر إلى صراعات جانبية، بل واصلت مشروعاتها بوتيرة أسرع، وستنجز خلال الفترة المقبلة مزيدًا من المشروعات الكبرى في مختلف القطاعات.

وأشار إلى أن مصر تسير في طريق السلام، وأن هذا السلام لا يكتمل دون وجود قوة تحميه، ولذا حرصت الدولة على دعم قدراتها على جميع المستويات، لا سيما في مجالي التسليح والتنمية المتوازية.

وشدد على أن الرئيس السيسي أكد مرارًا أننا دولة تبني وتعمر، هدفها الأول مصلحة الشعب وتأمين الوطن وتحقيق السلام الحقيقي على أرض الواقع.

وأضاف أن قطاعي النقل والصناعة يشكلان الأساس الحقيقي للتنمية العمرانية، وأنه شاهد بشكل مباشر على توجهات الرئيس السيسي نحو تنفيذ نهضة عمرانية شاملة، تربط مدن الجمهورية ببعضها، من خلال خطة قومية متكاملة للبنية التحتية.

الخطة القومية للطرق

وأوضح أن الخطة القومية للطرق، والتي شملت إنشاء 7 آلاف كيلومتر جديدة بالكامل، وتطوير نحو 10 آلاف كيلومتر أخرى، بالإضافة إلى رفع كفاءة ما يقرب من 125 ألف كيلومتر من الطرق الداخلية، إلى جانب تطوير السكك الحديدية والموانئ البحرية والجافة، بهدف خدمة المدن الجديدة والمناطق الصناعية.

وأوضح أن هذه البنية التحتية المتطورة تهدف إلى دعم قطاعات الزراعة والسياحة، وتعزيز استدامة المدن الجديدة، وعلى رأسها مدينة العلمين الجديدة، أن المناطق الصناعية في العلمين وبرج العرب ورأس الحكمة، ستكون الظهير القوي للمدن العمرانية الحديثة، وستُسهم في ربط المواطنين بأماكن عملهم ومصادر دخلهم.

وأكد على أن مدينة العلمين الجديدة تمثل نموذجًا متكاملًا للمدينة المستدامة التي تضمن مستقبلًا حضاريًا واقتصاديًا واعدًا، مشيرًا إلى التزام الدولة المصرية بتكرار هذا النموذج في باقي المدن الجديدة، ضمن رؤية شاملة لتحقيق تنمية متوازنة ومستدامة في مختلف أنحاء الجمهورية.

search