الإثنين، 23 يونيو 2025

02:40 ص

مأساة إنسانية.. 3 مريضات نفسيا ينعزلن عن العالم في غرفة مغلقة بالمنوفية

فتاتي المنوفية

فتاتي المنوفية

محمد لطفي أبوعقيل - هدير يوسف

A .A

في مشهد إنساني بالغ القسوة، رصدت "تليجراف مصر" مأساة 3 فتيات يعانين مرضا نفسيا، حيث يعشن في غرفة ضيقة لا تحتوي سوى على مرتبة واحدة للنوم، وفي أحد أركانها حمام بدائي لقضاء الحاجة.

وبحسب ما رواه أهالي قرية البتانون بمحافظة المنوفية لـ"تليجراف مصر"، فإن الفتيات لا يوجد لهن عائل، إذ إن شقيقتهن الرابعة، التي كانت ترعاهن، أصبحت ضمن الغارمات، وتم التحفظ عليها بسبب أحكام غيابية صادرة ضدها على خلفية ديون لم تسددها.

ثقب في باب الغرفة

ويوضح الأهالي أن ضمن الـ3 فتيات فتاتان تعانيان من حالة فقدان تام لطرق التواصل، ولا تستجيبان للمحيط الخارجي، بل تنظران للإنسان باعتباره كائنًا غريبًا. 

ولفتوا إلى أنهم اضطروا لعمل ثقب في باب غرفتهما المغلقة، لوضع الطعام لهما داخل أكياس، كما يقومون بمساعدتهما في ارتداء الملابس، وتناول الطعام، وتنظيف الغرفة، نظرًا لأنهما لا تعيان أي شيء وتحتاجان إلى المساعدة في أداء أبسط المهام اليومية.

استغاثة إلى وزارة التضامن الاجتماعي

وفي محاولة لإنقاذ الوضع، وجهت مؤسسة “سفراء” الخير للتنمية المستدامة، استغاثة إلى وزارة التضامن الاجتماعي، جاءت عبر أحد أهالي القرية، تفيد بوجود ثلاث فتيات من ذوي الاحتياجات الخاصة محتجزات في غرف مغلقة، مع وجود روائح كريهة تنبعث من المكان.

من جانبه، صرح محمد زيدان، رئيس مجلس إدارة مؤسسة سفراء الخير للتنمية المستدامة، لـ"تليجراف مصر"، أنهم انتقلوا فورًا إلى الموقع لرصد الوضع، حيث وجدوا ثلاث فتيات، من بينهن واحدة بحالة وعي جزئي – بحسب وصفه – بينما الأخريان كانتا محتجزتين في غرفة مغلقة، ويتلقيْن الطعام من تحت الباب.

عليها أحكام غيابية

وأضاف زيدان أنه عند سؤاله للأهالي عن سبب احتجاز الفتيات، أفادوا بأن شقيقتهن الكبرى كانت تعولهن، لكنها اكتشفت لاحقًا أن عليها أحكامًا غيابية بالسجن لمدة أربع سنوات بسبب ديون لم تسددها، مما أدى إلى التحفظ عليها وترك الفتيات بدون أي رعاية.

وأشار زيدان إلى أنه أبلغ غرفة التدخل السريع بوزارة التضامن الاجتماعي، والتي استجابت للبلاغ، ثم طالبت بإثبات هوية الفتيات، نظرًا لكونهن مجهولات الهوية، وأضاف أنه تواصل مع أهالي المنطقة الذين أحضروا "كروت الخدمات الخاصة" للفتيات لإثبات هويتهن.

إيداع الفتيات في دار رعاية

وأوضح أنه توجه بالفتاتين إلى وكيل وزارة التضامن في المنوفية، إلا أنه لم يتم اتخاذ أي إجراء بشأنهن. 

وتابع أنه تواصل مع أحد أعضاء مجلس النواب، والذي أرسل تأشيرات لإيداع الفتيات في دار رعاية، لكن التأشيرات لم تُنفذ، مما دفعه للذهاب بنفسه إلى مكتب محافظة المنوفية لتقديم طلب استغاثة، دون أن يتلقى أي استجابة.

وتُظهر الصور التي حصلت عليها "تليجراف مصر" الحالة المؤسفة للغرفة، إذ خُصص جزء منها للنوم، بينما تراكمت النفايات في الجزء الآخر، في مشهد يختصر حجم المعاناة والحرمان الذي تعيشه الفتاتان.

search