الأربعاء، 25 يونيو 2025

10:44 م

"كنت بخلصهم من القهر".. اعترافات الأم المتهمة بإنهاء حياة أطفالها بالشروق

المتهمة بإنهاء حياتة ابنائها الثلاثة بالشروق

المتهمة بإنهاء حياتة ابنائها الثلاثة بالشروق

هزت جريمة قتل بشعة منطقة الشروق بالقاهرة، بعدما أقدمت أم في العقد الثالث من عمرها على إنهاء حياة أطفالها الثلاثة خنقًا أثناء نومهم داخل الفيلا التي يقيمون بها، ثم جلست تبكي جوار جثامينهم في لحظة ندم متأخر، دفعتها بعدها إلى الاتصال بالإسعاف والإبلاغ عن الواقعة بنفسها.

اعترافات صادمة للمتهمة بإنهاء حياة أبنائها

في تحقيقات النيابة، انهارت الأم، وروت تفاصيل مروعة عن الجريمة التي ارتكبتها قائلة: “أنا كنت بشتغل في مجال التطوير العقاري، ولما سبت الشغل، دخلت في ضائقة مالية شديدة، ومقدرتش أدفع مصاريف مدارسهم، وحسيت إني مش قادرة أعيشهم عيشة محترمة زي زمايلهم، ولا أكمل لهم تعليمهم السنة دي ومع اشتداد الضغط النفسي فكرت في التخلص منهم”.

“بكيت طول الليل”.. اعترافات المتهمة بإنهاء حياة أبنائها الثلاثة

وأكدت في اعترافاتها: "كنت ببكي بالليل ومش عارفة أعمل إيه، حسيت إن حياتهم هتبقى كلها قهر، وإنهم هيكرهونني لو كبروا فقررت أخلصهم من ده كله استنيت لما ناموا، وجبت الإيشارب الرمادي، وخنقت الكبيرة وهي نايمة، ماحستش بحاجة بعد كده رُحت لأخوها التاني، هو صحي على صوتي، حاولت أهديه وخنقته هو كمان وبعدين الصغيرة، مقدرتش أسيبها لوحدها في الدنيا، فخنقتها برضه".

وبعد تنفيذ جريمتها، جلست الأم جوار الجثامين تبكي لفترة طويلة، وقالت: "كنت بعيط ومش مصدقة إني عملت كده، وبعدها كلمت الإسعاف يمكن ألحقهم، بس قالولي إنهم ماتوا".

أنا مش وحشة

واختتمت الأم اعترافاتها أمام النيابة يقولها: "أنا مش وحشة، بس اتخنقت مش لاقية أعيش، ومش لاقية أعيشهم، أنا كنت حاسة إني بخلصهم من قهر الدنيا، مش بقتلهم".

بداية الواقعة

بدأت الواقعة عندما تلقى ضباط وحدة مباحث الشروق اتصالًا هاتفيًا من سيدة تُدعى هناء. ع أ" (33 عامًا – ربة منزل – مطلقة منذ 4 سنوات)، أفادت فيه بأنها أقدمت على التخلص من أطفالها الثلاثة داخل شقتها الواقعة بفيلا رقم 79، الحي الثالث، المجاورة السادسة، بمدينة الشروق.

انتقلت قوة من قسم شرطة الشروق على الفور إلى محل البلاغ، وبالوصول إلى الفيلا تبين أن الشقة محل الواقعة تقع بالدور الأرضي، وتتكون من 4 غرف وصالة وحمامين ومطبخ.

سرير وشريط من الألم

داخل إحدى غرف النوم، عثرت القوة الأمنية على ثلاثة جثامين لأطفال في أوضاع متفرقة: الطفلة ميرا كرم طه الغريب (9 سنوات) مستلقية على سرير، ترتدي فستانا أبيض في وردي، وبمناظرة الجثمان تبين وجود آثار خنق وزرقة في الوجه، والطفل طه كرم طه الغريب (8 سنوات)، يرتدي تيشيرت رمادي وشورت كحلي، وبه نفس العلامات، والطفل الأصغر مصطفى كرم طه الغريب (6 سنوات)، مرتديًا تيشيرت أحمر وبنطلون أسود، وبه آثار خنق واضحة.

الأطفال الثلاثة طلاب سابقون في المدرسة البريطانية الكندية بالشروق، قُتلوا على يد والدتهم التي استخدمت إيشارب رمادي مزرق اللون، تم العثور عليه داخل الغرفة، وأرشدت عنه الأم بنفسها.

ضائقة مالية السبب

وأكد المحامي أحمد حمد، دفاع المتهمة، في تصريحات لـ"تليجراف مصر"، أن المتهمة تمر بحالة نفسية شديدة السوء نتيجة الضغط المالي بعد الطلاق وترك العمل قائلا: "ماقدرتش تتحمل إنها تشوف عيالها محرومين من تعليمهم واحتياجاتهم، خصوصًا إنهم كانوا في مدارس دولية، والمستوى اختلف فجأة دا مش تبرير للجريمة، لكن لازم نفهم الضغوط اللي بتكسر الناس من جوه".

النيابة تحقق

وأمرت النيابة العامة بتشريح جثامين الأطفال الثلاثة لبيان السبب الدقيق للوفاة، وعرض الأم المتهمة على لجنة طبية نفسية لتقييم حالتها العقلية وقت ارتكاب الواقعة.

استمرار حبس المتهمة 

القضية ما زالت قيد التحقيق، وسط صدمة كبيرة في الرأي العام، وتساؤلات عن غياب الدعم النفسي والاجتماعي لكثير من الأمهات المعيلات، اللواتي يُسحقن تحت ضغوط الحياة بصمت.

search