السبت، 28 يونيو 2025

05:33 ص

من الحقل إلى المقابر.. حكاية فتيات "كفر السنابسة"

ضحايا حادث المنوفية

ضحايا حادث المنوفية

في صباح أمس الجمعة، وبينما كانت معظم الأسر تستعد ليوم الراحة الأسبوعية، استيقظ 18 فتاةً وشابًا من أبناء قرية "كفر السنابسة" التابعة لمركز منوف بمحافظة المنوفية، استعدادًا ليوم عمل شاق في إحدى مزارع العنب الواقعة على الطريق الإقليمي بمحيط مركز أشمون.

خرجوا من بيوتهم في الظلام قبل شروق الشمس، ليس حبًا في التعب، بل بحثًا عن لقمة عيش بالحلال لا تتجاوز 120 جنيهًا في اليوم، مبلغ زهيد، لكنه يحمل قيمة كبيرة في بيوتٍ بسيطة تعيش على الكفاف، ويعد مصدر دعم أساسيًا لأسرهم.

ضحايا حادث الطريق الإقليمي بالمنوفية

بين الحلم والدم

كانت أغلب الفتيات في مقتبل العمر، لا تتجاوز أعمارهن 14 إلى 20 عامًا؛ منهن من كانت تساعد في تجهيز نفسها للزواج، وأخرى تعيل أسرتها، وثالثة تحاول التوفير لمصاريف دراستها. 

كلهن خرجن للعمل بعزة وكرامة، في صمتٍ معتاد على بنات الريف المصري.

لكن الطريق لم يرحم، وأثناء سيرهن على الطريق الإقليمي، اصطدمت سيارة نقل مسرعة بالميكروباص الذي كان يقلهن، فانقلب الحلم إلى مأساة.

دماء على الأسفلت

انقلب الميكروباص بعد الاصطدام، وتناثرت أجساد الفتيات على الطريق في مشهد مأساوي، هرع المارة لإنقاذ من يمكن إنقاذه، لكن أغلب الضحايا فارقن الحياة في الحال، بينما نُقل المصابون إلى المستشفيات القريبة، في محاولة لانتشالهم من بين الحياة والموت.

قائمة الضحايا

بين الضحايا:

  • مشرف محمد (14 عامًا): كانت تحلم بأن تصبح طبيبة.
  • مروة أشرف (19 عامًا): تعمل لتساعد أمها المريضة.
  • ملك عربي فوزي (18 عامًا): كانت تستعد لحفل زفافها.
  • سارة محمد كوهية (14 عامًا): كانت ترغب في دخول مدرسة التمريض.

بالإضافة إلى أسماء أخرى من نفس القرية، جميعهن خرجن من بيت واحد هو "كفر السنابسة"، وسقطن في نفس اليوم، على نفس الطريق، في نفس اللحظة.

صدمة في المستشفيات وقرية في حداد

شهدت المستشفيات مشاهد مؤلمة، حيث تجمع العشرات من الأهالي؛ بعضهم يصرخ، وبعضهم يهمس بالدعاء، وبعضهم انهار بعد تلقي خبر الوفاة. أمهات تمسكن بصور بناتهن، وآباء فقدوا النطق، وأشقاء يبكون على الأرصفة.

وفي قرية "كفر السنابسة"، خيم الحزن على كل البيوت، لم يعد هناك شارع يخلو من سرادق عزاء، ولا بيت إلا وفيه من فقد بنتًا أو قريبة أو جارة.

نهاية مؤلمة لرحلة شقاء

لم يكن الحادث مجرد تصادم على الطريق، بل كان فصولًا من الألم، بطلاتها بنات اخترن الشقاء بدلًا من السؤال، خرجن في الصباح بحثًا عن الرزق، فعدن في المساء مكفَّنات.

"عرائس العنب"

تحوّل يوم الجمعة من يوم راحة إلى يوم حزن، ومن يوم رزق إلى يوم فراق. سُجّلت الحادثة في أوراق الشرطة، لكنها ستظل محفورة في قلوب من عرفوا هؤلاء الفتيات، وفي ذاكرة قرية لا تزال تبكي على "عرايس العنب" التي لم تكتمل أفراحهن.

ضحايا حادث الطريق الأقليمي بالمنوفية 
جانب من الحادث 
جانب من الحادث 
جانب من الحادث 
لحظة تشيع جثامين الضحايا 
لحظة تشيع جثامين الضحايا 
لحظة تشيع جثامين الضحايا 
لحظة تشيع جثامين الضحايا 
لحظة تشيع جثامين الضحايا 
لحظة تشيع جثامين الضحايا 
search