السبت، 28 يونيو 2025

12:52 م

رويدا خالد ضحية "الإقليمي".. كانت تستعد للزفاف فعادت في كفن

رويدا خالد

رويدا خالد

شاما الريس - جهاد جاد المولى

A .A

رويدا خالد، فتاة لم تتجاوز الثالثة والعشرين من عمرها، كانت تستعد لحفل زفافها خلال أشهر قليلة. 

عملت بكرامة واجتهاد لتجهز نفسها بالحلال، وتحلم بمستقبل تُصنعه بيديها، وفي صباح أمس الجمعة، خرجت لجمع محصول العنب كما اعتادت، لكنها لم تعد. 

عادت إلى أهلها محمولة في كفن، بعدما كانت واحدة من 18 فتاة لقين مصرعهن في الحادث المأساوي على الطريق الإقليمي بمحافظة المنوفية.

قبل ساعات من الرحيل، كتبت رويدا على صفحتها منشورًا مؤثرًا: "اليوم أتممت عامًا بالخمار.. اللهم ثبّتني عليه حتى لقائك".

كلماتها الأخيرة كانت دعاءً نقيًا، وكأن قلبها شعر أن اللقاء قريب. رحلت في لحظة طهارة، ثابتة على درب الستر والإيمان، لم تدنسها الدنيا، ولم تلوثها ذنوبها.

لم تكن رويدا وحدها. كانت واحدة من 18 زهرة، تراوحت أعمارهن بين 16 و23 عامًا. منهن من كانت تدرس في كلية الهندسة، وأخرى في معهد التمريض، ومن تعمل لتساعد إخوتها، أو لتجهز نفسها للزواج. كلهن خرجن بحثًا عن لقمة شريفة، لكن الطريق لم يرحم براءتهن.

طرقات لا تصلح للبشر

الواقعة المؤلمة أعادت إلى الأذهان خطورة نقل العاملات في مركبات متهالكة، على طرق تفتقر لأدنى معايير السلامة. سيارات غير آدمية، وبنية تحتية لا تحمي الأرواح.

وداع مؤلم.. وخطيب يحمل النعش

تحركت جنازات الفتيات في موكب جنائزي واحد، وسط بكاء الأمهات وصرخات الفقد، وخطيب يودع عروسه حاملة أحلامه، وهو يحمل نعشها بدلًا من أن يزفها.

مَن يحمي بناتنا؟

المأساة فتحت جراحًا عميقة، وطرحت أسئلة مؤلمة: من يحاسب على تشغيل فتيات في بيئة غير آدمية؟ ومن يتحمل مسؤولية استخدام وسائل نقل لا تصلح إلا للبضائع؟ ومن يحمي فتياتنا من الموت على طرق محفوفة بالإهمال؟

وجوه بريئة وأرواح طاهرة، خرجن في سبيل لقمة كريمة، فعُدن إلى بيوتهن صامتات، في أكفان بيضاء تروي قصة ألم ووطن يحتاج لمن يصغي إلى صرخاته.

search