الثلاثاء، 01 يوليو 2025

02:27 ص

في ذكرى 30 يونيو.. قصة الشهيد الرائد أحمد الفقي "بطل من قلب سيناء"

الشهيد الرائد أحمد جمال الفقي

الشهيد الرائد أحمد جمال الفقي

بعد مرور 12 عامًا على ثورة 30 يونيو، لا تزال بطولات رجال الشرطة تكتب سطورًا مضيئة في ذاكرة الوطن، تروي للأجيال قصص الفداء والتضحية. 

ومن بين تلك القصص الخالدة تبرز سيرة الشهيد الرائد أحمد جمال الفقي، الذي قدّم حياته دفاعًا عن الوطن في مواجهة الإرهاب بسيناء.

بطل من قلب الميدان

وُلد الشهيد أحمد الفقي في أسرة مصرية بسيطة، والتحق بكلية الشرطة عام 2004، وتخرج ضمن دفعة 2008، ليبدأ مسيرته في خدمة الوطن في عدة مواقع أمنية بمديرية أمن الجيزة، شملت أقسام إمبابة، والهرم، وقطاع الانتشار السريع، قبل أن ينتقل إلى قوات أمن الجيزة حيث واصل عمله بكل جد وإخلاص.

من الجيزة إلى سيناء

في عام 2014، ومع تصاعد التحديات الأمنية في شمال سيناء، طلب الانتقال للعمل في قسم ثالث العريش، متواجدًا في واحدة من أكثر المناطق سخونة في المواجهة مع الإرهاب. 

لم يكن وجوده هناك مؤقتًا، بل اختار البقاء رغم العروض التي تلقاها للعودة، مؤمنًا بأن مكانه الطبيعي هو خط الدفاع الأول عن الوطن.

الشهيد الرائد أحمد جمال وزوجته

الهجوم الغادر

وفي أبريل 2015، وأثناء تأديته خدمته بمحيط قسم شرطة ثالث العريش، وقع هجوم إرهابي بسيارة مفخخة استهدفت القسم. 

لم يتراجع الشهيد، بل شارك مع زملائه في التصدي للمهاجمين، قبل أن تُفجر السيارة ويسقط شهيدًا، بعد خمسة أشهر فقط من زفافه، مؤكداً أن الواجب الوطني لا يعترف بحسابات العمر أو الأحلام المؤجلة.

إرث لا يموت

رغم أن الرصاص خطف أحمد في لحظة غدر، فإن اسمه لم يغب عن ذاكرة الوطن، فقد كانت زوجته حاملاً وقت استشهاده، وعندما رزقت بابنهما الأول أطلقت عليه اسم "أحمد"، ليظل الاسم حاضرًا، والروح ممتدة في جيل جديد ينشأ على قيم الفداء والوطنية.

كان الشهيد الرائد أحمد جمال نموذجًا للضابط المحترف، المتفاني في عمله، والساعي لخدمة وطنه حتى اللحظة الأخيرة، وليس مجرد رقم في سجلات الشهداء.

search