الثلاثاء، 01 يوليو 2025

06:22 م

محمود مسلم: 30 يونيو حصنت وعي المصريين ضد المؤامرات

رئيس لجنة الثقافة والإعلام بمجلس الشيوخ، محمود مسلم

رئيس لجنة الثقافة والإعلام بمجلس الشيوخ، محمود مسلم

محمد لطفي أبوعقيل

A .A

قال رئيس لجنة الثقافة والإعلام بمجلس الشيوخ، محمود مسلم، إن ثورة 30 يونيو مثّلت نقطة تحول كبرى في وعي الشعب المصري، إذ حصّنتهم ضد المؤامرات وكشفت لهم حقيقة ما كان يُحاك ضد وطنهم، مؤكداً أن هذه الثورة استعادت وحدة الصف الوطني، بعدما تكاتف كل المصريين من مختلف الطبقات والفئات على مطلب واحد: استعادة الوطن.

أهل الشر

وأوضح "مسلم" خلال لقائه مع الإعلامية كريمة عوض في برنامج "حديث القاهرة"، المذاع على قناة "القاهرة والناس"، أن الدور العبقري لثورة 30 يونيو يتمثل في أنها أعادت الأوضاع إلى نصابها الصحيح، وقضت على حالة العداء المفتعلة التي سعى "أهل الشر" لإشاعتها بين الشعب والمؤسسات الوطنية، لا سيما المؤسسة العسكرية، بهدف ضرب الثقة في أهم دعائم الدولة.

وأضاف أن الجيش المصري لم يكن أمامه خيار سوى التدخل في 30 يونيو لإنقاذ الوطن من مصير مظلم، مشيراً إلى أن القوات المسلحة المصرية، كعادتها، انحازت لإرادة الشعب، وحمته، وحققت مطالبه، وكشفت له أبعاد المؤامرة كاملة، وهي المؤامرة التي تنبهت لها شعوب المنطقة فيما بعد، وأدركت أن الجيش المصري كان هو كلمة السر في عبور مصر لعاصفة "الربيع العربي" بسلام.

كانوا سيرحلون

وأكد مسلم أنه لم يشكك أو يشك ولو للحظة واحدة في أن الإخوان كانوا في طريقهم للرحيل لا محالة، قائلاً: "كان لديّ إيمان عميق بأن الإخوان كانوا سيرحلون لقد خطفوا ثورة يناير بعد أيام من اندلاعها". 

وكشف أنه التقى بأحد أفراد الجماعة يوم 28 يناير، وأبلغه بأنهم موجودون بالفعل بالميدان لكن بتعليمات بعدم رفع شعارات أو الظهور علانية، ليتحكموا لاحقًا في مكبرات الصوت وفي حركة الدخول والخروج من الميدان.

رفع الأحذية بميدان التحرير

واستشهد مسلم بأحد أبرز مشاهد تلك الفترة، وهو رفع الأحذية بميدان التحرير اعتراضاً على إعلان عمر سليمان نائبًا لرئيس الجمهورية، وهو القرار الذي كان يتمناه الكثير من المعارضة المدنية، موضحاً أن من ينكر دور الإخوان في إدارة هذا المشهد لا يفهم طبيعة الجماعة.

وفي معرض حديثه عن ثورة 25 يناير، أكد مسلم أنها كانت نقطة تحول كبرى في تاريخ مصر الحديث، رغم أنها لم تكن متوقعة حتى من المتظاهرين أنفسهم، مشيرًا إلى أن أحد المحامين الحقوقيين البارزين، نجاد البرعي، صرّح وقتها بأن المحتجين في بداية الثورة لم تكن لديهم مطالب واضحة سوى إقالة وزير الداخلية حبيب العادلي، وليس إسقاط نظام مبارك.

أحداث يوم 28 يناير

كما أوضح أن بعض الأخطاء التي وقعت بين 25 و28 يناير ساهمت في زيادة ما وصفه بـ"الكتلة الحرجة" للمتظاهرين في ميدان التحرير، وأن الشعب المصري لم يكن يتوقع أحداث يوم 28 يناير، إذ كان الجميع يعتقد أن التظاهر سينتهي بعد يوم الجمعة، دون أن يدركوا حجم الحشود التي كانت تستعد للنزول للميدان.

وقال رئيس لجنة الثقافة والإعلام بمجلس الشيوخ إن ثورة يناير "غيرت كثيراً في مصر، ومنحت الناس الجرأة، وفتحت المجال لجيل جديد"، لكنه أعرب عن أسفه لأن الكثير من هذا الجيل لم يستثمر الفرصة، وتركوا الإخوان يفسدونها كما يفعلون في كل المواقف.

تحولات شاملة

وفي حديثه عن التحديات الراهنة، شبّه مسلم الوضع الحالي بتحديات حرب أكتوبر، مشيراً إلى أن الجيش المصري هو الوحيد الذي واجه إسرائيل وحقق انتصاراً ساحقاً عام 1973، مستعيداً الأرض المصرية بطريقتين. 

وقال: "الانتصار في أكتوبر كان جبرًا لكسر تعرضت له مصر، وأعاد لها كرامتها"، لافتًا إلى أن الفترة الحالية تشهد تحولات شاملة على المستويات الاقتصادية والثقافية والفكرية، وهي تحولات تمهد لمرحلة جديدة في تاريخ الدولة المصرية.

search