الأربعاء، 02 يوليو 2025

07:47 ص

فيديو عمره 30 سنة يتوقع نهاية نتنياهو.. ما علاقة المسيح الدجال؟

الحاخام لوبافيتشر ريبي وبنيامين نتنياهو - أرشيفية

الحاخام لوبافيتشر ريبي وبنيامين نتنياهو - أرشيفية

نهى رجب

A .A

شهدت منصات التواصل الاجتماعي في الآونة الأخيرة إعادة تداول مقطع فيديو قديم يظهر فيه حاخام يهودي يدعو رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى التعجيل بظهور “المسيح” أو الماشيح المنتظر، وهو مصطلح له دلالات دينية عميقة في الفكر اليهودي.

وأثار هذا الفيديو جدلًا واسعًا وأعاد إلى الواجهة نقاشات تتعلق بالمعتقدات الدينية وتأثيرها على السياسة الإسرائيلية، خصوصًا في ظل الأوضاع السياسية والأمنية المتقلبة في المنطقة.

وقبل أكثر من 30 عامًا، في أثناء الحملة الانتخابية في تسعينيات القرن العشرين، قبل ولاية نتنياهو الأولى، زار الحاخام لوبافيتش ريبي “مناحيم مندل شنيرسون”، ليطلب منه البركة والتوفيق على حد قوله، بحسب ما نقلته “هآرتس” الإسرائيلية.

ورد الحاخام على نتنياهو: “هناك أمور كثيرة تغيّرت منذ التقينا آخر مرة، لكن الشيء الوحيد الذي لم يتغيّر بعد هو أن المسيح لم يأت بعد، افعلوا شيئًا لتعجيل ظهوره”.

فأجاب نتنياهو: “نحن نفعل ذلك”، ليرد الحاخام: “ما تفعلونه ليس كافيًا، مر وقت طويل ولم يأتِ بعد، لكن لا بأس ما زال هناك الوقت، لذلك يجب أن تبذلوا جهدًا أكبر”.

الحاخام مناحيم مندل شنيرسون، الذي توفي في 1994م، هو الوريث السابع لمؤسس حركة حباد “لوبافيتش” الحسيدية، إحدى أبرز الجماعات اليهودية الأرثوذكسية المتشددة في العالم.

وكان بنيامين نتنياهو، قد قال قبل الهجوم البري على قطاع غزة في أكتوبر 2023، ردًا على عملية “طوفان الأقصى” التي أطلقتها حركة حماس في 7 أكتوبر من العام ذاته، إن الجيش الإسرائيلي يستعد لشن العملية البرية على غزة، وأن ذلك سيظهر للإسرائيليين صدق ما ورد في التوراة، بتحقيق “نبوءة إشعياء” (إشعياء أحد أنبياء الله عند اليهود)، حيث قال: "نحن  أبناء  النور بينما هم أبناء الظلام، وسينتصر النور على الظلام"، في إشارة لسعيه إلى تدمير حماس، بحسب “يديعوت أحرونوت”.

مناحيم مندل الأب الروحي لنتنياهو

مناحيم مندل شنيرسون، ويُعرف بين أتباعه بـ"لوبافيتش ريبي" (ريبي تعني الحاخام)، هو حاخام يهودي أرثوذكسي روسي - أمريكي، ومن الشخصيات البارزة في الحركة “الحسيدية” والدراسات القبالية اليهودية، والزعيم السابع لحركة "حباد لوبافيتش"، أكبر منظمة يهودية في العالم، واستطاع تحويلها من مجرد مجموعة حسيدية كانت على وشك الاندثار إلى شبكة دينية دولية، وفقًا لـ“هآرتس".

وريبي له أيضًا أتباع يزيدون عن مليون شخص، ويعتبره كثيرون "الأب الروحي" لنتنياهو، لكنه انتقد إسرائيل وانتقد "زيادة العلمانية" فيها.

الحاخام لوبافيتش ريبي وبنيامين نتنياهو

ولا يؤيد جميع اليهود شنيرسون، حيث إن له أعداء وخصوم ومخالفون له، فقد صرح الحاخام اليهودي إليعازر شاخ زعيم حزب "ديجيل هاتوراه" بأن "شنيريون مجنون وغير طبيعي، وهو المسيح الدجال".

والحسيدية أو الحاسيديم هي حركة دينية اجتماعية يهودية نشأت في القرن الـ17، واشتهرت بمحافظتها الدينية وعزلتها الاجتماعية، ويلتزم أعضاؤها بشكل وثيق بكل من الممارسة اليهودية والأرثوذكسية.

اليهود المسيحانيون الذين يريدون "التعجيل بمجيء المسيح" لإسرائيل

بدعم من اليمين المتطرف الإسرائيلي، تتطور الجمعيات اليهودية ذات الدعوة المسيحانية في إسرائيل، والمسيحانية أو المسيانية هي عبارة عن معتقد الشعب اليهودي الذي يؤمن بيشوع (الاسم العبري ليسوع) باعتباره المسيح (المسيا) الموعود والمنقذ والمخلِّص في الكتب العبرية المقدسة، والذي سوف يأتي في آخر العالم ليخلص شعبه إسرائيل، بحسب  المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية. 

ما هو التلمود؟

"التلمود" كلمة مشتقة من الجذر العبري "لامد" الذي يعني الدراسة والتعلم كما في عبارة "تلمود توراه"، أي “دراسة الشريعة”، ويعد من أهم الكتب الدينية عند اليهود، وهو الثمرة الأساسية للشريعة الشفوية، أي تفسير الحاخامات للشريعة المكتوبة “التوراة”، وفقًا لما هو منشور على مواقع مهتمة بالدراسات الإسلامية.

ويخلع التلمود القداسة على نفسه باعتبار أن كلمات علماء التلمود كان يوحي بها الروح القُدس نفسه (روح هقودش)، باعتبار أن الشريعة الشفوية مساوية في المنزلة للشريعة المكتوبة.

ويقسم التلمود من حيث موضوعاته إلى قسمين رئيسين "الهالاخا" و"الهاجادا"، وتشتمل "الهاجادا" على الموضوعات المرتبطة بالفكر والمخيلة من الأمثال والعادات والخرافات والحكايات والقصص والمواعظ، وتستحوذ هذه الموضوعات على قرابة ثلث التلمود، في حين تشتمل "الهالاخا" على الأحكام والطقوس الدينية، إلى جانب الحقوق والواجبات التي ينبغي على اليهودي القيام بها.

بن جفير يشارك عشرات المستوطنين في تأدية طقوس تلمودية في الحرم الإبراهيمي

والتلمود -بشقيه "المشنا" و"الجمارا"- عمل موسوعي ضخم قام به العديد من العلماء والشُرّاح والرواة اليهود خلال فترة تقارب 700 عام (200 ق.م–500م)، والذين يقدسونه يرفعونه فوق التوارة، ويقولون عنه: "إن من درس التوراة فعل فضيلة لا يستحق المكافأة عليها، ومن درس المشنا (متن التلمود) فعل فضيلة يستحق المكافأة عليها، ومن درس الجامارا (شرح المتن) فعل أعظم فضيلة).

ومحتوى التلمود لا يختلف كثيرًا عن محتوى التوراة، بل هو أخطر، ففيه يزعم اليهود أن أرواحهم جزء من الله، وأنهم أرفع عند الله من الملائكة، وأن من يضرب يهوديًا فكأنما ضرب العزة الإلهية، وأنهم مسلطون على أموال باقي الأمم ونفوسهم لأنها في الواقـع - حسب زعمهم - أموال اليهود، وأن الأرواح غير اليهودية شيطانية، وأن الناس - من غيرهم - كلاب وحمير خُلِقوا في صورة آدميين ليليقوا بخدمة اليهود، وأن على اليهودي أن يسعى لقتل الصالحين من غير اليهود.

هل المسيح الدجال هو المسيح المخلص؟

من جانبه، قال الدكتور يحيى قاعود، المتخصص في الشؤون الإسرائيلية،  في تصريحات لـ“تليجراف مصر”، إن “اليهود المسيحانيون الذين يريدون التعجيل بمجيء المسيح لإسرائيل، هم في الأساس يؤمنون بالمسيح المخلص (وهو المسيح الدجال في الإسلام)، رابطين ذلك بأن نتنياهو سيكون آخر رئيس وزراء لإسرائيل قبل وصول مسيح اليهود، وسيسلم له المفاتيح”.

وأضاف قاعود: “نتنياهو ليس له علاقة بالتدين فهو علماني بالأصل، وما يفعله مجرد دعاية، يكرسها من أجل خدمة اليمين المتطرف وأطماعة الشخصية للبقاء في منصبه”.

search