الجمعة، 04 يوليو 2025

12:37 ص

بين صراعات السياسة والفائدة.. كيف تحركت أسعار الذهب في يونيو؟

مشغولات ذهبية

مشغولات ذهبية

ارتفعت أسعار الذهب في مصر، أمس الثلاثاء، بنحو 40 جنيهًا، تزامنًا مع صعود الأوقية في البورصة العالمية، وسط حالة من الترقب الحذر في الأسواق العالمية لتصريحات صناع السياسة النقدية المشاركين في المنتدى السنوي للبنك المركزي الأوروبي المنعقد في البرتغال.

قال المدير التنفيذي لمنصة "آي صاغة"، سعيد إمبابي، إن ارتفاع أسعار الذهب يعود بشكل رئيسي إلى ترقب الأسواق العالمية لكلمة رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، جيروم باول، خلال فعاليات المنتدى السنوي للبنك المركزي الأوروبي، الذي يشارك فيه أيضًا عدد من أبرز صناع السياسة النقدية حول العالم.

وأوضح إمبابي، إلى أن هذه المنتديات تمثل منصة مهمة لفهم التوجهات المستقبلية للسياسات النقدية العالمية، خاصة في ظل استمرار البنوك المركزية في الموازنة الدقيقة بين محاربة التضخم والحفاظ على النمو الاقتصادي.

ولفت إلى أن المنتدى قد يبرز إما تنسيقًا بين البنوك المركزية الكبرى أو تباينًا في الآراء بشأن تحركات الأصول الكبرى، وعلى رأسها الذهب والعملات والسندات، الأمر الذي يجعل السوق في حالة تأهّب لأي إشارات جديدة.

وأكد إمبابي أن المستثمرين يركزون بشدة على كلمة باول، خاصة في ظل تصاعد التوترات السياسية داخل الولايات المتحدة، بعد أن واصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هجومه الحاد ضد باول، ما أثار شكوكًا حول استقلالية الاحتياطي الفيدرالي، ودفع الأسواق نحو الذهب باعتباره ملاذًا آمنًا في أوقات عدم اليقين.

سعر جرام الذهب عيار 24

سجل سعر الذهب عيار 24 نحو 5326 جنيهًا للجرام.

سعر جرام الذهب عيار 21

بلغ سعر الذهب عيار 21 مستوى 4660 جنيهًا للجرام.

سعر جرام الذهب عيار 18 

حقق سعر الذهب عيار 18 نحو 3994 جنيهًا للجرام.

سعر جرام الذهب عيار 14

جاء سعر الذهب عيار 14 نحو 3107 جنيهات للجرام.

سعر الجنيه الذهب اليوم

وصل سعر الجنيه الذهب اليوم إلى 37280 جنيهًا.

سعر الذهب عالميا

صعدسعر أوقية الذهب بنحو 42 دولارًا، إلى 3350 دولارًا.

تقلبات حادة في يونيو

من ناحية أخرى، كشف تقرير منصة “آي صاغة” أن أسعار الذهب بالسوق المحلية ارتفعت بنحو 0.47% ما يعادل 20 جنيهًا، خلال تعاملات شهر يونيو الماضي، بينما تراجعت الأوقية في البورصة العالمية بنسبة 0.5%، في ظل تقلبات حادة تأثرت بالأحداث السياسية العالمية، لاسيما التوترات في الشرق الأوسط وسياسات الفيدرالي الأمريكي.

وأوضح إمبابي، أن سعر جرام الذهب عيار 21 افتتح تعاملات يونيو عند 4600 جنيه، وسجل أعلى مستوى له خلال الشهر عند 5000 جنيه يوم 15 يونيو، مدعومًا بتصاعد الحرب بين الكيان المحتل وإيران، ثم تراجع إلى أدنى مستوى شهري عند 4580 جنيهًا، قبل أن يختتم تعاملات الشهر عند 4620 جنيهًا.

أما الأوقية العالمية، فافتتحت تعاملات يونيو عند 3290 دولارًا، ولامست مستوى 4453 دولارًا، وهو أعلى مستوى في شهرين، قبل أن تختتم عند 3308 دولارات، محققة ارتفاعًا شهريًا قدره 18 دولارًا.

وأضاف إمبابي أن تعاملات الشهر اتسمت باضطرابات ملحوظة في عمليات التسعير المحلية، خاصة في النصف الثاني من الشهر، بالتزامن مع تصاعد الصراع الإيراني مع الكيان المحتل، وهو ما انعكس على توقعات المستثمرين وسلوكيات الشراء والبيع في السوق.

تذبذب الأسواق العالمية

شهدت الأسواق العالمية خلال شهر يونيو حالة من التذبذب الحذر، في ظل خليط معقد من التوترات الجيوسياسية، وضغوط السياسة النقدية، ورسائل متضاربة من صناع القرار العالميين، ما جعل المستثمرين يترددون بين شهية المخاطرة والرغبة في التحوّط، وسط أداء متباين لأسعار الذهب.

وفي مستهل يونيو، حافظ الذهب على مكاسبه التي حققها في مايو، مستقرًا أعلى من 3380 دولارًا للأوقية، مدعومًا بموجة شراء تحوطية من المخاوف الاقتصادية، لكن خلال الأسبوع الثاني، تراجع الزخم، بعد أن أشارت الأسواق إلى احتمال إطالة مدة تشديد السياسة النقدية للفيدرالي الأمريكي، ما أدى إلى انخفاض تدريجي في الأسعار.

وجاءت نقطة التحول في منتصف الشهر، وتحديدًا في 13 يونيو، حين أفادت تقارير عن ضربات عسكرية إسرائيلية على مواقع في إيران، ما تسبب في قفزة مفاجئة بأسعار الذهب، لتصل إلى 3458 دولارًا للأوقية، وهو أعلى مستوى شهري، في ظل اندفاع المستثمرين إلى الأصول الآمنة.

ودفعت التهدئة التدريجية في حدة التصعيد، دفعت الذهب للانخفاض مرة أخرى، لتستقر الأسعار في نطاق 3310 إلى 3335 دولارًا في الأسبوع الأخير من يونيو، قبل أن ينهي المعدن النفيس الشهر عند 3274 دولارًا للأوقية، وسط ضغوط مركبة من الأوضاع السياسية والاقتصادية.

ترامب يضغط على باول

من بين العوامل المفاجئة التي لعبت دورًا في تحريك السوق، كان التصعيد السياسي في الولايات المتحدة، حيث شن ترامب هجومًا مباشرًا على رئيس الفيدرالي، مطالبًا بخفض فوري للفائدة، مدعيًا في رسالة مكتوبة بخط يده أن "مئات المليارات تضيع.. ولا يوجد تضخم".

وأثارت هذه التصريحات تساؤلات حول استقلالية البنك المركزي الأمريكي، ما أدى إلى حالة من الحذر لدى المستثمرين، الذين عاد بعضهم إلى الذهب كتحوّط ضد الفوضى السياسية المحتملة، خاصة في ظل اقتراب الانتخابات الأمريكية.

ترقب بيانات اقتصادية

في سياق متصل، تسببت مخاوف من مشروع قانون ضريبي جديد تقترحه إدارة ترامب بقيمة تفوق 3.3 تريليون دولار، في إثارة القلق بشأن اتساع العجز الفيدرالي، واحتمالات اشتعال التضخم، واعتبر محللون، من بينهم رجل الأعمال إيلون ماسك، أن هذا القانون قد يكون مهددًا لقوة الدولار على المدى المتوسط، ما يعزز جاذبية الذهب.

وعلى الصعيد التجاري، ضغطت التهديدات الجمركية الأمريكية الجديدة على أسعار الذهب، مع اقتراب مهلة 9 يوليو، التي حددها البيت الأبيض للتوصل إلى اتفاقات تجارية مع اليابان والاتحاد الأوروبي، مما زاد من الحاجة إلى التحوط لدى المستثمرين.

وفي آسيا، ساهمت زيادة موسمية في الطلب بالهند بنهاية الشهر في دعم الأسعار محليًا، حسب ما نقلته وكالة "رويترز" عن مصادر تجزئة، فيما أشارت تحليلات HSBC إلى أن الذهب لا يزال محتفظًا بمكانته، رغم تراجع الزخم، مع توقعات بوصول متوسط السعر إلى 3215 دولارًا للأوقية هذا العام، في نطاق تداول يتراوح بين 3100 و3600 دولار.

وعلى صعيد البيانات الاقتصادية، تتجه أنظار المستثمرين هذا الأسبوع إلى مؤشر مديري المشتريات الصناعي الأمريكي (ISM)، الذي سيصدر اليوم، حيث قد يؤثر بشكل كبير في تحركات الذهب والدولار. 

وفي حال جاءت القراءة دون التوقعات، فقد تعزز المخاوف بشأن تباطؤ الاقتصاد، وتدفع الذهب للصعود، أما إذا جاءت إيجابية، فقد تدعم الدولار وتضغط مؤقتًا على المعدن الأصفر.

كما من المنتظر صدور تقرير الوظائف في القطاع الخاص يوم الأربعاء، في حين ستصدر يوم الخميس البيانات الرسمية للتوظيف غير الزراعي (NFP)، إلى جانب مؤشر مديري المشتريات للقطاع الخدمي ومطالبات إعانة البطالة الأسبوعية، وهي بيانات ترسم صورة أوضح للاقتصاد الأمريكي وتوجهات الفيدرالي المقبلة.

search