الخميس، 03 يوليو 2025

08:10 م

تطور خرج عن السيطرة.. علماء يبدأون إنشاء حمض نووي "من الصفر"

الجينوم البشري- تعبيرية

الجينوم البشري- تعبيرية

في خطوة جريئة ومثيرة للجدل اتخذ العلماء خطوة نحو إنشاء حمض نووي بشري صناعي من الصفر، في محاولة لفهم أسرار الجينات البشرية، وتطوير علاجات جديدة لأمراض مستعصية مثل اضطرابات المناعة وقصور القلب والعدوى الفيروسية.

بناء حمض نووي بشري في المختبرات

ويقود هذا المشروع فرق بحثية من جامعات مرموقة مثل أكسفورد، وكامبريدج، ومانشستر، وذلك بالتعاون مع معهد ويلكوم سانجر، ويركز هذا المشروع على بناء أجزاء كبيرة من الحمض النووي داخل المختبر، وإدخالها إلى خلايا جلدية بشرية لمراقبة سلوكها، وفق ما ورد في تقرير" ديلي ميل" البريطانية. 

وبحسب العلماء يهدف المشروع إلى فهم تأثير الحمض النووي على الصحة والشيخوخة والتطور البشري، وعلى المدى البعيد يطمح العلماء في بناء كروموسومات بشرية كاملة وهو ما يعتبر خطوة أساسية في تصنيع جينوم بشري بالكامل.

إنتاج أنسجة وأعضاء مقاومة للمرض

يمنح هذا التقدم العلماء فرصة غير مسبوقة عدلت صميم جينات من البداية، ما قد يفتح لهم بابا أمام إنتاج أنسجة وأعضاء مقاومة الأمراض تزرع داخل الجسم.

الجينوم البشري

تجاوزات أخلاقية ودينية 

وبالرغم من الطموحات الطبية الكبيرة، أثار المشروع موجة من القلق خاصة من الناحية الأخلاقية والدينية، إذ حذر العلماء من احتمالات مخيفة لاستخدام هذه التكنولوجيا.

وصرح البروفيسور بيل ايرنشو من جامعة إدنبره بأنه إذا قررت أي جهة تملك هذه التكنولوجيا، يمكن أن تصنع شيئا ضارا لا يمكن إيقافه.

فيما أشار الدكتور بان توماس الناشط في مجال الأخلاقيات الجينية، الى أن العلم رغم حسن نوايا القائمين عليه، يمكن توظيفه في إيذاء البشر وإشعال الحروب 

فيما شبه النقاد في الأوساط الدينية هذا التوجه بـ"اللعب بالله"، معتبرين أن محاولة خلق جينات بشرية تمثل تحديا لحدود الطبيعة، وتطرح تساؤلات عن مدى أحقية البشر في التدخل لخلق إنسان.

كما تزداد المخاوف من أن يؤدي هذا المشروع إلى إنتاج أطفال معدلين وراثيا أو تحويله لسلاح بيولوجي فتاك.

المادة المظلمة في الجينوم 

قال الدكتور جوليان سيل، من مجلس البحوث الطبية إن هذا البحث سيتيح فهم ما يعرف بـ" المادة المظلمة" في الجينوم وهي مناطق غير مفهومه للعلماء حتى الآن.

وأشار البروفيسور ماثيو هيرلز إلى أن هذا المشروع قد يغير قواعد اللعبة في العلاج الجيني، إذ سيمكن العلماء من فهم أسباب إصابة الخلايا ببعض الأمراض وكيف يمكن علاجها.

وبالرغم من التطبيقات الواعدة التي يطمح لها العلماء، يواجه المشروع تحذيرات بيئية خطيرة، إذ نبه أساتذة الفلسفة بجامعة مانشستر من أن الكائنات المعدلة وراثيا قد تخرج عن السيطرة وتلحق أضرارا كارثية بالبيئة.

search