الجمعة، 04 يوليو 2025

07:52 ص

أسماك القرش بين ظواهر متطرفة أثارت الذعر بالبحر المتوسط.. ما الحقيقة؟

البحر الأبيض المتوسط

البحر الأبيض المتوسط

محمد سامي الكميلي   -  

A .A

على مدار الأيام الماضية، ترددت أنباء عن اقتراب أسماك القرش من شواطئ البحر الأبيض المتوسط في ظاهرة غير معتادة، نتيجة التغيرات المناخية الحادة التي يشهدها الطقس، لا سيما سقوط الأمطار الشديدة في ظل ارتفاع درجات الحرارة فضلا عن ارتفاع أمواج البحر بشكل أثار حالة من الجدل.   

وكشف مصدر بوزارة البيئة لـ"تليجراف مصر"، حقيقة اقتراب أسماك القرش من شواطئ البحر المتوسط، مشيرًا إلى أنها أنباء لا تستند إلى أي بيانات علمية: “إن لا صحة لما يزعم بشأن إمكانية ظهور قروش على شواطئ البحر الأبيض المتوسط، وهذه الأحاديث ليست مستندة على أساس علمي”.

خبراء البحار يحذرون من تأثير ارتفاع حرارة المياه على البيئة البحرية والساحلية

وفي وقت سابق، حذر عدد من خبراء علوم البحار، من تأثيرات سلبية قد تطرأ على شواطئ البحر الأبيض المتوسط، بسبب ارتفاع درجات حرارة المياه على البيئة الساحلية والبحرية، لافتين إلى أن استمرار ارتفاع حرارة المياه قد يؤدي لنفوق الكائنات البحرية التي تتغذى عليها أسماك القرش، مما قد يدفعها إلى الاقتراب من الشواطئ بحثًا عن مصادر غذاء بديلة، وفقًا لـ"روسيا اليوم".

ارتفاع الأمواج يدفع أسماك القرش نحو الشواطئ

أستاذ علوم البحار بالمعهد القومي لعلوم البحار والمصايد، الدكتور حمدي محمود، قال إن ارتفاع درجة حرارة البحر يُساهم في زيادة ارتفاع الأمواج ونفوق الكائنات التي تمثل غذاءً رئيسيًا لأسماك القرش، وهو ما قد يدفع بأسماك القرش للاتجاه نحو الشاطئ. 

وأضاف أن وصول الأمواج إلى ارتفاعات تتجاوز 4 أمتار يرجع إلى عوامل متعددة، منها تزايد النشاط الزلزالي في البحر المتوسط بقوة تزيد عن 6 درجات بمقياس ريختر، إضافة إلى ظاهرة المد والجزر التي تعزز من سرعة الرياح، إلى جانب التأثيرات المناخية الناتجة عن النزاعات المسلحة في المنطقة.

ولفت أستاذ علوم البحار، الدكتور علي حازم، إلى أن موجات الحر البحرية لا تزال مستمرة نتيجة الارتفاع غير الطبيعي في درجات الحرارة، وهو ما ينعكس سلبًا على الشعاب المرجانية من خلال تسريع وتيرة موتها، مما يؤدي إلى تدهور التنوع البيولوجي البحري.

التغيرات المناخية قد تدفع أسماك القرش لتغيير مواقعها

أستاذة علوم البحار والبيئة بجامعة قناة السويس، الدكتورة إلهام محمود، رأت أن التغيرات المناخية والارتفاع الحراري قد يدفعان بأسماك القرش إلى تغيير مواقعها، وربما مغادرة بعض المناطق البحرية، مشيرة إلى أن ما شهدته البلاد من أمطار غزيرة في الصيف يعكس حدة التغير المناخي. 

لكن أستاذة علوم البحار، أوضحت أن هذه مجرد تحذيرات علمية تستوجب المزيد من الدراسات والقياسات، مؤكدة في الوقت ذاته، عدم تسجيل أي ظهور لأسماك قرش على شواطئ الإسكندرية حتى الآن.

تحذير قبطان بحري يثير الجدل

وأُثير الجدل حول الوضع البيئي في البحر المتوسط بعد أن نشر قبطان بحري شاب يدعى محمد نور، تحذيرًا عبر وسائل التواصل الاجتماعي، زعم فيه رصد أنشطة بحرية غير معتادة في أعماق البحر، ما أثار تفاعلًا واسعًا عبر المنصات الرقمية.

وفي هذا الإطار، أكد الدكتور شريف الهادي، رئيس قسم الزلازل بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، في تصريحات لـ"تليجراف مصر"، أن الاضطرابات المذكورة في الفيديو المتداول لا علاقة لها بظاهرة تسونامي، موضحًا أن حدوث تسونامي يتطلب زلزالًا بقوة لا تقل عن 7 درجات بمقياس ريختر، وهو ما لم ترصده الشبكات الزلزالية بالمنطقة.

تاريخ نادر لتسونامي في مصر وهذه فرص حدوثها

وأضاف الهادي، أن الأمواج المرتفعة التي شهدتها بعض المناطق مؤخرًا تعود إلى تغيرات مناخية طبيعية ترافق بداية فصل الصيف، وتشمل ارتفاع درجات الحرارة وزيادة نشاط الرياح. 

وأكد أنها ظواهر موسمية لا تدعو للقلق، مشيرًا إلى أن احتمالية حدوث تسونامي في مصر تظل ضعيفة للغاية، إذ لم تسجل البلاد مثل هذه الظاهرة إلا مرتين في التاريخ، الأولى عام 365 ميلاديًا، والثانية في عام 1303 ميلاديًا.

الأرصاد تتابع حالة البحر المتوسط 

ومن جهتها، أكدت عضو المركز الإعلامي بالهيئة العامة للأرصاد الجوية، الدكتورة منار غانم، أن الهيئة تتابع بشكل مستمر تطورات حالة البحر المتوسط، وأنها ستعلن فورًا عن أي مؤشرات غير طبيعية حال حدوثها، موضحة أن ما شهده البحر مؤخرًا من اضطرابات هو نتيجة مباشرة لنشاط الرياح، وأن الأوضاع الجوية في طريقها للاستقرار خلال الأيام المقبلة.

أما رئيس المعهد القومي لعلوم البحار والمحيطات بالإسكندرية، الدكتورة عبير منير، صرّحت بأن أجهزة الرصد التابعة للمعهد لم تسجل حتى الآن أي مؤشرات غير طبيعية تدل على احتمال وقوع زلازل أو موجات تسونامي.

واختتم الدكتور عمرو زكريا حمودة، رئيس مركز الحد من المخاطر بالمعهد القومي لعلوم البحار ورئيس لجنة خبراء تسونامي العالمية، بالتأكيد على أن المزاعم التي تداولها رواد مواقع التواصل حول وجود اضطرابات بفعل فاعل “غير صحيحة وغير علمية”، لافتا إلى أن ما يجري هو تيارات بحرية ناتجة عن ارتفاع درجات الحرارة والضغط الجوي، ولا علاقة لها بأنشطة زلزالية أو خطر تسونامي.

search