الجمعة، 04 يوليو 2025

01:59 م

3 معابد وجبانة تحكي تاريخ العاصمة القديمة إهناسيا.. ما علاقتها بهرقل؟

تمثال في إهناسيا

تمثال في إهناسيا

بنى سويف - مصطفى العمدة

A .A

تقع مدينة إهناسيا على الضفة الغربية لنهر النيل بمحافظة بني سويف وتحديدًا قرب مدخل واحة الفيوم، والتي عُرفت قديمًا باسم "هِنِن نِسُو" أي "مقر الطفل الملكي" في اللغة المصرية القديمة، ومنها اشتُق اسمها القبطي "إهنَس"، إلى أن أطلق عليها الإغريق اسم "هيراكليوبوليس ماجنا" (Heracleopolis Magna) تكريمًا للإله حريشف  الذي شبّهوه بالبطل الأسطوري هرقل.

مركز سياسي وديني عبر العصور

برزت إهناسيا كعاصمة سياسية في عصر الانفصال الأول (2181–2055 ق.م) عندما حكمت منها الأسرتان التاسعة والعاشرة مصر، مما منحها طابعًا سياسيًا مقدسًا، ومع قيام الدولة الوسطى استمرت المدينة كمركز ديني مزدهر بفضل معابدها الضخمة ومكانتها الروحية المرتبطة بإلهها الرئيسي حريشف.

المعالم الأثرية الكبرى في إهناسيا

معبد حريشف: أُنشئ في عهد الأسرة الثانية عشرة وشهد توسعات في عصر رمسيس الثاني، يتكون من ساحات وأعمدة مزينة بزخارف نباتية وتماثيل حجرية ضخمة.

معبد رمسيس الثاني: يُعد نموذجًا للعمارة الدينية في الدولة الحديثة، ويحتوي على نقوش ملكية وتماثيل ضخمة.

معبد العصر البطلمي: يتميز بتصميم بسيط وأنيق ويمثل مرحلة تطور فني مهمة في العهد اليوناني.

مقابر الأسر الفرعونية والبطلمية: توجد جبانات ضخمة في قرى المركز مثل سدمنت الجبل وكوم الدينار، تحتوي على أوانٍ كانوبية، أختام ملكية، ونقوش دينية تمثل تطور طقوس الدفن.

بوابة أم الكيمان: تقع في منطقة مرتفعة وتعد من أهم تلال المدينة الأثرية، وتحوي بقايا هياكل معمارية ترجع لعصور مختلفة.

بعثات تنقيب تُعيد كتابة تاريخ المدينة

بدأت أعمال التنقيب الأثري في إهناسيا منذ نهاية القرن التاسع عشر على يد علماء آثار أوروبيين، أبرزهم فلندرز بيتري، تلتها بعثات إسبانية حديثة نجحت في اكتشاف تماثيل حريشف ولوحات جرانيتية نادرة من عهد سيسوستريس الثاني، ولا تزال أعمال التنقيب مستمرة حتى اليوم بإشراف وزارة الآثار.

مساحة أثرية ضخمة وإمكانات واعدة

تمتد إهناسيا على مساحة تتجاوز 390 فدانًا، مما يجعلها واحدة من أكبر المناطق الأثرية في الصعيد، وتجمع بين معابد وجبانات وأنقاض قصور  ومناطق سكنية قديمة، مما يمنحها ثراء أثريًا فريدًا.

أهمية إهناسيا في السياحة الثقافية

رغم مكانتها الأثرية البارزة، إلا أن إهناسيا لا تزال بعيدة عن الخريطة السياحية، ويمكن دمجها ضمن مسار سياحي متكامل يشمل الفيوم وبني سويف والمنيا، وتوفير البنية التحتية كالمطاعم ومراكز الزوار والإرشاد السياحي، وسيحول الموقع إلى مقصد سياحي إقليمي وعالمي.

 

search