الثلاثاء، 08 يوليو 2025

08:08 ص

سرطان الرئة لم يعد حكرًا على المدخنين.. عوامل بيئية وصحية تقلب الموازين

 سرطان الرئه

سرطان الرئه

مريم محمد

A .A

لطالما ارتبط سرطان الرئة في الأذهان بالتدخين، إلا أن تقارير طبية حديثة قلبت هذه الصورة النمطية، بعدما كشفت عن ارتفاع ملحوظ في معدلات الإصابة بالمرض بين غير المدخنين، ما أثار تساؤلات واسعة في الأوساط الطبية، ودفع الباحثين إلى تكثيف جهودهم للكشف عن الأسباب البديلة وراء هذا النوع الخطير من السرطان.

أرقام مقلقة

تشير الإحصاءات الحديثة إلى أن واحدًا من كل خمسة مصابين بسرطان الرئة لم يسبق له التدخين مطلقًا، فيما سُجّل ارتفاع واضح في الإصابات بـالورم الغدي (Adenocarcinoma)، وهو أكثر أنواع سرطان الرئة شيوعًا بين غير المدخنين. وفي مناطق مثل دول شرق آسيا، وصلت نسبة الإصابات بين غير المدخنين إلى 70% من الحالات الجديدة، خاصة بين النساء.

إذا لم يكن التدخين.. فما السبب؟

خلصت دراسات متعددة إلى أن عدة عوامل بيئية ووراثية ومهنية يمكن أن تلعب دورًا محوريًا في الإصابة بسرطان الرئة، ومن أبرزها:

1. تلوث الهواء والمياه

يُعد تلوث المياه من العوامل التي حظيت باهتمام الباحثين، إذ قد تحتوي المياه الملوثة على جسيمات متناهية الصغر قادرة على الوصول إلى أعماق الرئتين والتأثير على الحمض النووي للخلايا، مما يزيد من احتمال حدوث طفرات سرطانية.

كما أظهرت الدراسات وجود ارتباط قوي بين ارتفاع معدلات تلوث الهواء وزيادة خطر الإصابة بسرطان الرئة، خاصة في المناطق الحضرية والصناعية.

2. التدخين السلبي

أثبتت الأبحاث أن التعرض لدخان السجائر بشكل غير مباشر، سواء في المنزل أو بيئات العمل، يمكن أن يرفع خطر الإصابة بسرطان الرئة بنسبة تصل إلى 30%، حتى دون تدخين فعلي.

3. استخدام الوقود الصلب داخل المنازل

في بعض المجتمعات، لا يزال يُستخدم الحطب والفحم في الطهي والتدفئة، مما يؤدي إلى إطلاق ملوثات ضارة داخل المنزل. وقد تم ربط هذا النمط من التلوث بزيادة خطر الإصابة بالسرطان، لا سيما بين ربات المنازل اللواتي يتعرضن لفترات طويلة لتلك الانبعاثات.

دعوة لإعادة النظر

يؤكد الخبراء أن هذه المعطيات تستدعي إعادة تقييم برامج الفحص المبكر لسرطان الرئة، بحيث لا تقتصر على المدخنين فقط، بل تشمل فئات أخرى معرضة للخطر نتيجة التعرض المستمر للملوثات البيئية.

ويشدد الأطباء على أن الوقاية لم تعد تقتصر على الإقلاع عن التدخين، بل أصبحت معركة شاملة ضد بيئة ملوثة وعوامل خفية تتسلل إلى رئاتنا يومًا بعد يوم دون أن نشعر.

search