أنا الشهيد الحيّ "أحمد".. "لستُ "منسيًّا" ولن أكون
أنا اسمي أحمد صابر محمد علي منسي، عمري الآن 47 عامًا، عشت منهم 39 سنة بين الناس، و8 سنوات في عالم أفضل.. طولي يساوي امتداد القطر المصري، وعريض المنكبين كاتّساع حدوده، أشبهُ الكلّ ولا أشبه أحدا.
أنا أول الشهداء منذ فجر الوطن ولكن اسمي مختلف، خضتُ مع “سقنن رع” أولى المعارك لتحرير الوطن من الهكسوس، ثم خضت آلاف المعارك لردع الغاصبين.. أنا أول المقاتلين ولست آخرهم، ستجد اسمي مختلفًا وزمني متباعدًا، يموت جسدي ولا يموت إيماني، يورث من زمن إلى زمن.
في منيا القمح بالشرقية كتبت أول حروف كتابي، وفي سيناء كان آخرها، وبينهما كنتُ أحد خريجي الدفعة 92 حربيّة، وجهتُ بوصلتي صوب الصاعقة، وكنت مقاتلا في الكتيبة 999، بدأت خدمتي ملازمًا وأنهيتها عقيد أركان حرب.
كان أبي “طبيبًا للغلابة”، ورثت منه تركة الإيمان بقومي، عرفت “منار” زوجتي سابقًا وأرملتي حاليًا، تزوجتها في عام 2005 بعد فترة خطوبة عام وأربعة شهور.
تقدمت للحصول على فرقة “سيل” الأمريكية، وفي الاختبارات النهائية قبل موعد اختبار القفز بأربعة أيام كُسرت قدمي من قسوة التدريبات، كان الجبس سيمنعني من الاستكمال، ولكني ربطت قدمي بـ “رباط ضاغط” وفوقها أكثر من جراب ثقيل، واجتزت الاختبار وأنا أبكي مع كل قفزة متحملًا قسوة الألم، لكن هدفي كان اجتياز الفرقة.
في أمريكا واجهت عنصرية ضد العرب والمسلمين، من بين مشاهدها أن محاضرًا أساء للمسلمين ووصفهم بالإرهابيين وسبّ القرآن، ولم يردعه أحد، لكني غامرت بمصيري ومستقبلي واعترضت على تصرفاته، لكن يد الله أقوى من يد القادة. كنت محبوبًا ومشهورًا بشجاعتي، أنقذت حياة زملائي هناك، ومنهم من كاد يغرق حينما فقد وعيه في منطقة دوامات بالمحيط.
عدتُ من أمريكا عام 2007، خدمتُ بقواتنا المسلحة بمنطقة أنشاص، ثم في 2009 التحقتُ ببعثة الملحقين العسكريين كمساعد للملحق في باكستان، مكثتُ هناك عاما، ثم عدتُ لأستكمل خدمتي بين مدرسة الصاعقة والوحدة 999، ذهبتُ لسيناء بعد ثورة 30 يونيو، ثم توليتُ قيادة الكتيبة 103 صاعقة عام 2016.
في طفولتي، كنت ادّخرُ مصروفي لشراء مسدسات ودبابات ألعب بها، كنت أريد أن أصبح مثل خالي الذي كان لواءً شارك في حرب اليمن وله بطولات، وكبرتُ وصرتُ مثل خالي، لكن تلك المرة كابوسًا للجماعات الإرهابية.
كنتُ هدفًا للتكفيريين بعد أن شاركت زملائي في القضاء على مئات منهم، حتى أعدّوا العدة في 7 يوليو 2017، دفعوا بـ150 إرهابيا على 12 عربة دفع رباعي مدججة بالسلاح، بالإضافة إلى قذائف هاون وآر بي جي وجيرنوف، غير القنابل اليدوية، كان يريدون السيطرة على “كمين البرث” ورفع علمهم عليه، لكن رجال الكمين سطروا ملحمة.
استمرت معركتنا ضدهم ساعات، أسقطنا منهم عشرات، ودافعنا عن “برثنا”، حتى طالتني رصاصة قناص أردتني شهيدًا، فمتّ وأنا أحمل سلاحي وأحقق حلمي الكبير في الشهادة على أرض سيناء، كانت وصيتي أن أدفن بـ"الأفارول، وكان أملي الثأر لدماء إخوتي والذود عن وطني.
الآن أنا لستُ هنا، لكني أيضًا في خدمتي بالقوات المسلحة، أحمل اسمًا ووصفًا وجسمًا مختلفًا، فأنا لستُ أحمد المنسي، أنا المقاتل المصري الذي لا يحلم إلا بالشهادة لأجل وطنه.

الأكثر قراءة
-
تنسيق تمريض سوهاج 2025.. كل التفاصيل
-
على خطى غادة والي.. فنانة دنماركية تتهم مها الصغير بسرقة لوحة فنية
-
مصرع سيدة وإصابة 4 آخرين في حادث تصادم بصحراوي أسيوط
-
نتيجة تنسيق رياض الأطفال 2025 بالمحافظات.. رابط الاستعلام
-
عبثت بسلاح.. نهاية مأساوية لطالبة ثانوي في منزل بأسيوط
-
توقعات تنسيق الكليات 2025 علمي رياضة.. اعرف المؤشرات
-
أول تعليق من الفنانة الدنماركية في اتهامها لـ مها الصغير بالسرقة (خاص)
-
ساعدها في عبور شريط السكة.. وفاة مسنة ورجل صدمهما قطار بأسيوط

أخبار ذات صلة
98 سنة على أول "آلو".. سنترال رمسيس من "حرارة" تليفون الملك إلى النار
07 يوليو 2025 07:45 م
خلدته الشاشة الصغيرة.. أحمد منسي بطل ضحى بروحه في مواجهة أهل الشر
07 يوليو 2025 05:25 م
"كومبارس" استفز الكبار.. كواليس طمس اسم عادل إمام بـ"البويه"
07 يوليو 2025 04:40 م
ترامب يهدد بفرض رسوم جمركية إضافية بـ10% على دول "البريكس"
07 يوليو 2025 09:04 ص
معرض فنزويلا للكتاب.. "عفريت الأنهار" يأخذ الأطفال في رحلة من النيل للأورينوكو
06 يوليو 2025 10:57 م
هل تحسم الساعات المقبلة اتفاق وقف النار بين إسرائيل وحماس؟
06 يوليو 2025 05:23 م
"يا ليتني قدمت لحياتي!".. اعتزال إجباري للفن فرضته "سكرة الموت"
06 يوليو 2025 04:59 م
في ذكرى رحيله.. أحمد رفعت لاعب هزمته الضغوط وليست كرة القدم
06 يوليو 2025 12:25 م
أكثر الكلمات انتشاراً